أين انت الآن؟ - حالياً انا في جزين اصوّر مشاهد من الفيلم اللبناني "أحبيني" للكاتب مروان نجار، وألعب فيه دور البطولة الى جانب فيفيان انطونيوس. وأجسّد شخصية رجل حديد ذي قلب من حرير. فهو مدير شركة كبيرة ناجح في حياته وجدي لم يلق فرصة اظهار كل تلك الطيبة والعاطفة التي يختزنها قلبه الى ان يتعرف الى فتاة فيفيان انطونيوس تغير كل المقاييس وهنا تبدأ الحكاية. برأيك هل يستطيع الممثل اللبناني الشاب احتراف التمثيل اليوم؟ - لن يحدث هذا إلا حين تصبح هذه المهنة صناعة مستقلة لها مقوماتها، اما اليوم فالظروف الحالية لا تساعد على ذلك، إذ تصرف اموال طائلة على أمور ثانوية وتهمل هذه المهنة التي تصنع حضارة الشعوب. فالواقع في لبنان مذر ولا يوجد مقاييس واضحة للحياة على الصعد كافة، فعلى الصعيد السياسي يغيب الانتماء الحزبي والقناعة الشخصية ليحل مكانهما انتماء طائفي ومصلحي، وعلى الصعيد الاقتصادي الحال بالويل. اما على الصعيد الاجتماعي فبسبب الحال الاقتصادية والسياسية غير الصحية، لم يعد يوجد مقياس واضح للأمور اذ تعلّق الناس بالعادات والتقاليد المضرّة وابتعدوا عن الأمور المفيدة. وتحوّل لبنان سوبر ماركت وأضحى اللبناني "المعتّر" عتّالاً فيها، علماً اننا غير محصنين لمواجهة هذه المرحلة التي تسبق مرحلة الازدهار. بعيداً من موهبتك في التمثيل، لديك موهبة في الكتابة فماذا بعد "الرجل الذي رقص"؟ - بالفعل، منذ سنتين تقريباً صدر لي الكتاب الأول "الرجل الذي رقص"، اما الرواية فلم أستطع إنهاءها لانشغالي في الدراسة، فأنا أتابع "الماسترز" في إدارة الأعمال في الخارج، والتخصص الذي اخترته مميز كونه يجمع بين الفنون الجميلة وإدارة الأعمال وهذا ما ينقصنا حالياً. اما الرواية فهي تحت عنوان "اعتزلت الحياة في الرابعة" وهي فانتازيا تظهر الواقع بنوع من الخيال إذ تدور قصتها حول ثلاثة اشخاص مختلفين لا يعرفون بعضهم بعضاً. إلا ان القارئ يشعر بأنهم على معرفة واتصال دائم، وهذا ما تصادفينه في اي لحظة وأنت تعبرين الشارع إذ تلتقين بشخص لم يسبق لك ان رأيته إلا انك تشعرين انه قريب منك جداً.