لم تستبعد بريطانياوالولاياتالمتحدة اجتماعاً على مستوى وزاري لأعضاء مجلس الأمن لمناقشة المسألة العراقية، لكنهما أعلنتا انه من "السابق لأوانه" التركيز على هذه الفكرة التي طرحتها فرنسا. وفيما أشارت واشنطن الى احراز تقدم في السعي الى التوصل الى اتفاق على قرار لنزع أسلحة العراق وان نقاط الخلاف "باتت قليلة لكنها اساسية"، أصرت فرنسا على ضرورة حصول اجماع في المجلس، وجدد المستشار الألماني غيرهارد شرودر تأكيده ان برلين "لن تشارك في أي هجوم على العراق"، معرباً عن اعتقاده "بأن تفادي الحرب ما زال ممكنا"، وتمسكت الصين بموقفها الداعي الى "عودة المفتشين وحل القضية سياسياً". اما المندوب الروسي الى الشرق الأوسط اندريه فدوفين فدعا في دمشق الى ضرورة تجنب العمل العسكري ضد العراق. دمشق، نيويورك، باريس، برلين، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول في تصريحات نشرت في باريس امس انه من السابق لأوانه بحث عقد اجتماع على مستوى الوزراء للدول الأعضاء في مجلس الأمن. ونقلت صحيفة "لوموند" عنه قوله "هذا احتمال وارد". لكن "من السابق لأوانه تقرير ذلك. ستتضح الأمور خلال يوم أو يومين". وكانت فرنسا، التي قادت المعارضة لضغوط اميركية لإصدار قرار يعطي الضوء الأخضر تلقائياً للعمل العسكري ضد العراق اذا أعاق عمل المفتشين، أثارت فكرة عقد مثل هذا الاجتماع. وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر أعلن الاثنين ان مجلس الأمن "أحرز تقدماً والخلافات بين الدول الأعضاء تقلصت الى بضع نقاط اساسية"، وأضاف ان "الجميع يريد قراراً متشدداً". في لندن، أعلنت الحكومة البريطانية امس انها تدرس الاقتراح الفرنسي لعقد اجتماع على مستوى وزاري، لكن الناطق باسم رئاسة الحكومة أبلغ مؤتمراً صحافياً انه لم يتخذ قرار بذلك بعد، وأشار الى ان الفكرة مطروحة. لم تتخذ الصين بعد موقفاً من مشروع القرار الاميركي، وأعلن ليو جيانشاو الناطق باسم الخارجية الصينية خلال مؤتمر صحافي ان بكين تعتقد ان أي حل "ينبغي ان يساهم في عمليات التفتيش عن الأسلحة والتحقق من اسلحة الدمار الشامل وفي حل سياسي للمسألة العراقية". وأوضح ليو "وبقدر ما يستجيب القرار لهذه الأهداف الثلاثة، نكون على استعداد لدرسه جدياً". وموقف بكين لا يزال على حاله منذ اسابيع بينما تجري مناقشات بين الدول الأربع الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الولاياتالمتحدةوبريطانياوفرنسا وروسيا. قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفاسو ان فرنسا تابعت "باهتمام" ما طرحه رئيس فريق المفتشين الدوليين هانز بليكس ورئيس وكالة الطاقة الدولية محمد البرادعي في مجلس الأمن بالنسبة الى الاجراءات التي يجب اعتمادها في عمليات التفتيش في العراق. وأضاف ان العمل مستمر لتعديل مشروع القرار الاميركي وان وزير الخارجية دومينيك دوفيلبان اجرى اتصالات مع عدد من نظرائه وبينهم الاميركي كولن باول والروسي ايغور ايفانوف والبريطاني جاك سترو. في برلين اكد المستشار غيرهارد شرودر امس ان الشرق الأوسط "في حاجة الى السلام لا الى الحرب، وإلى اقامة دولة فلسطين الى جانب دولة اسرائيل، وحل أزمة العراق سياسياً". ووصف العلاقات مع الولاياتالمتحدة بأنها "استراتيجية" من دون التطرق الى التوتر بين البلدين بسبب العراق. وشدد شرودر في البيان الحكومي الأول لحكومته الذي ألقاه أمام البرلمان الاتحادي بعد الانتخابات الأخيرة، على ضرورة إزالة أسلحة الدمار الشامل في العراق، محذراً من انزلاق "بعضهم" نحو شن حرب. واضاف: "من خلال التطور الحاصل والنقاش الدولي الجاري في مجلس الأمن، توجد فرصة لتفادي مواجهة عسكرية في الخليج. وأنا أجدد في هذا المجال موقفنا التمسك بمهمة المفتشين الدوليين لإزالة اسلحة الدمار الشامل من ترسانات الرئيس العراقي صدام حسين". وتابع: "إزاء الوضع الخطر في الشرق الأوسط وضرورة مواصلة حملة مكافحة الارهاب على قاعدة أوسع والانتصار فيها فإن الحكومة تشدد على ضرورة استغلال مهمة المفتشين". ودعا الى "إزالة اسلحة العراق وغيره ايضاً وان يكون ذلك سياسة ثابتة، وهذا أحد الأسباب التي جعلتنا نقول اننا لن نشارك في تدخل عسكري ضد العراق". وقال ان العلاقات الالمانية - الاميركية "استراتيجية" وانها "تعبر عن نفسها في مجموعة من الاتصالات". كما اكد نية بلاده دعم الاندماج الأوروبي عن طريق توسيع الاتحاد، مشدداً على أهمية العلاقات الألمانية - الفرنسية على رغم بعض الخلافات والتنازلات.