قدمت السلطات الروسية معلومات متناقضة عن سبب مصرع الرهائن في موسكو، وسحبت بلاغاً كان أكد مصرع عدد منهم بالرصاص وليس بالغازات التي ذكر خبراء انها ربما تتضمن نوعاً من الافيون. وأعلن عن توتقيف بضع عشرات من المشتبه في تورطهم في احتجاز الرهائن وجرت حملة اعتقالات واسعة في الشيشان، فيما دعا الرئيس فلاديمير بوتين الى استخدام القوات المسلحة لتعزيز الأمن. وعلى رغم النهاية الفاجعة لمأساة الرهائن فإن ملابسات "تحريرهم" ما زالت غامضة وثمة تساؤلات كثيرة في شأنها. فبعدما اعلن رسمياً في البداية ان رهينة واحدة فقط قتلت بالرصاص وان الآخرين قضوا بسبب الغاز، اصدر امس ميخائيل افايوكوف رئيس هيئة النيابة العامة في موسكو بياناً، اكد فيه ان 45 من بين 117 رهينة قتلوا في الحادث كانوا لقوا مصرعهم بسبب رصاص يجري الآن التحقيق في مصدره، للتأكد مما اذا كان اطلق من اسلحة رجال الوحدات الخاصة ام من رشاشات ومسدسات حملها الخاطفون. تناقضات... ومقابر سرية وأضاف ان ذوي القتلى استلموا شهادات وفاة بهذا الخصوص. الا ان النيابة العامة عادت بعد نصف ساعة فذكرت ان القتلى ال45 الذين تحدث عنهم اميركيون هم من الخاطفين. ويبدو هذا القول بدوره مناقضاً لمعلومات سابقة قالت ان غالبية الخاطفين كانت تحت تأثير الغاز المخدر وان الكثيرين منهم قتلوا نياماً ب"رصاصات رحمة" من دون ان توضح الجهات المعنية لماذا لم يحتجزوا لاستجوابهم. وما زاد في الشكوك والتساؤلات ان الاجهزة الأمنية رفضت تسليم جثث الخاطفين الى ذويهم وأكدت انهم سيدفنون في مقابر سرية. ومن جهة اخرى، لم تكشف موسكو رسمياً طبيعة الغاز الذي استخدم اثناء العملية، ولكن وكالة الأنباء العسكرية نسبت الى ضابط كبير في مديرية الدفاع الكيمياوي والبيولوجي والاشعاعي في وزارة الدفاع قوله ان الغاز من نوع "كولوكول" غير المحظور. وذكر انه ليس من المواد التي تستخدمها وزارة الدفاع بل انه يستعمل من قبل أجهزة الأمن والشرطة، لشل حركة الخصم لفترة تراوح بين 10 دقائق وبضع ساعات. الغاز... والأفيون وفي واشنطن ذكرت مصادر في البنتاغون لوزارة الدفاع ان الغاز المنوّم صنع بالاعتماد على مكوّنات الافيون. ونسب الى السفارة الاميركية في موسكو ان استعمال مثل هذه المواد قد يؤدي الى حالات الغيبوبة أو الموت. ويذكر ان السفارة الاميركية اعلنت امس انها عثرت في مشرحة بموسكو على جثة مواطن أميركي كان بين الرهائن، وبذا ارتفع عدد الأجانب القتلى الى تسعة بعد ان كانت السلطات الروسية ذكرت ان اياً من الأجانب ال75 لم يصب بأذى. على صعيد آخر، قاد الرئيس فلاديمير بوتين اجتماعاً مع مسؤولي "أجهزة القوة" وطلب اعداد نظرية للأمن القومي تنص على استخدام القوات المسلحة. وإثر اللقاء، ذكر وزير الدفاع سيرغي ايفانوف ان "القوات الفائضة" ستسحب من الشيشان ولكن المتبقية ستستخدم في عمليات "دقيقة". اعتقال عشرات ومن جانبه أعلن وزير الداخلية بوريس غريزلوف ان هناك "شبكة ارهابية" في موسكو. وقال انه تم القاء القبض على عشرات الاشخاص المشتبه بأن لهم ضلعاً في حادث احتجاز الرهائن. وجرت حملة اعتقالات واسعة في الشيشان طاولت اكثر من 100 شخص لمجرد الاشتباه. وتعرّض شيشانيون في موسكو الى مضايقات شديدة. وأكد المحامي المعروف عبدالله حمزايف ان رجال الشرطة دهموا منزله وفتشوه من دون تصريح رسمي. ودفعت هذه الحوادث البعثة الشيشانية المستمدة لدى الرئيس الروسي الى المطالبة بوقف ما وصفته ب"حملة الاستفزازات" ضد الشيشانيين في موسكو وسائر الدول الروسية. وعلى الصعيد الميداني، اسقط الشيشانيون امس مروحية من طراز "مي 8" تابعة لوزارة الداخلية اصيبت بصاروخ قرب قاعدة خان قلعة الروسية.