جدد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تمسكه بسياسة الوئام المدني وطلب من مختلف المؤسسات الرسمية "التزاماً كاملاً وانضباطاً لا رجعة فيه" بهذه السياسة، مشيراً إلى أن الشعب الجزائري "يريد مستقبلاً خالياً من العنف وبعيد عن المزايدات"، لكنه أثنى على المؤسسة العسكرية والأمنية. جاء ذلك في كلمة القاها في افتتاح المؤتمر الدولي عن الإرهاب أمس، في الجزائر العاصمة بحضور عدد من الخبراء وقيادات من الجيش وجهاز الأمن، وشدد فيها على أن "جوهر سياسة الوئام المدني تتجذر يومياً". وعبر عن اقتناعه بأن "هذه السياسة التي اعادت آلافاً من عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة إلى ذويهم مطلع 2000 مستمرة، ويمكن أن يستفيد منها عناصر الجماعات. واضاف "لا زلنا نسعى في سياسة الوئام المدني التي باشرناها لكسر الرعب وتوفير أفضل الظروف لعودة السلم نهائياً". وقال بوتفليقة :"ان مسعى الحكومة سيرتكز من الآن فصاعداً الى تضميد الجراح وضمان الوصول إلى التقدم والحياة الديموقراطية لجيل أثخنته الجراح وأنهكه التدابر". وطالب بوتفليقة الدول الكبرى ب"أن تقدم تحديداً دقيقاً لمفهوم الإرهاب، واقترح عقد مؤتمر دولي يهدف إلى تحديد مفهوم هذه الظاهرة ... والتوقيع على اتفاق دولي لمكافحة الإرهاب". ورفض بوتفليقة في الوقت نفسه، استغلال عمليات مكافحة الإرهاب الدولي من أجل تحقيق أهداف أخرى، وقال :"نريد أن نصل إلى مفهوم يرتقي إليه الكبير والصغير ولا يحتقر الصغير باسم القوة". معتبراً الى أن هيئة الأممالمتحدة تمثل "حجر الزاوية في المنظومة الأمنية الدولية. الى ذلك، سجل قائد الناحية العسكرية الأولى الجنرال معيزة للمرة الأولى عدد الجزائريين ضحايا اعتداءات الجماعات الإسلامية المسلحة بحسب إحصاءات المؤسسة العسكرية 37 ألف ضحية حتى مطلع العام 2000، مشيراً إلى أن الجماعات المسلحة تعيش منذ العام 1998 مرحلة الانحطاط والتلاشي بعد مرحلة النمو التي عرفتها بين 1992 إلى 1994، لافتاً إلى أن مصالح الأمن تمكنت في الفترة منذ بداية أعمال العنف وحتى العام 1996 من تفكيك 13848 قنبلة بينها 144 سيارة متفجرة. وأدى انفجار 5575 قنبلة و95 سيارة متفجرة إلى مقتل 3335 شخصاً وإصابة 12414 شخصاً بجروح. وأضاف الجنرال معيزة ان الجزائر تشهد حالياً نشاط خمس مجموعات أساسية، هي الجماعة الإسلامية المسلحة التي يقودها رشيد أوكيلي المدعو أبو تراب الرشيد، وتضم نحو ستين عنصراً وتنشط في شكل مجموعات صغيرة بين أربعة إلى ستة أفراد في كل من عين الدفلي والشلف والبليدة ومناطق محدودة في الغرب مثل معسكر وسيدي بلعباس. أما التنظيم الثاني فهو الجماعة السلفية للدعوة والقتال بزعامة حسان حطاب ويضم بين 300 إلى 350 فرداً ينشطون شرق العاصمة وعدد من ولايات الشرق الجزائري مثل جيجل وباتنة وتبسة. وأكد معيزة الذي يتولى قيادة العمليات ضد الإرهابيين في منطقة الوسط بأن هذا التنظيم المسلح له صلة بتنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه أسامة بن لادن. أما التنظيم الثالث فهو "حماة الدعوة السلفية" بقيادة محمد بن سليم الأفغاني ويضم بين صفوفه نحو سبعين فرداً وينشط في غليزان وعين الدفلي غرب الجزائر. واضاف ان التنظيم الرابع "الجماعة السلفية للجهاد" التي يقودها عبد القادر صوان وهو تنظيم قبلي لعناصر من منطقة واحدة ينشط معهم نحو ستون عنصرا في كل من ولاية المدية وتيسمسيلت. أما التنظيم الخامس والاخير فيدعى "الجماعة السلفية المقاتلة" التي يقودها يحي جوادي المدعو أبو عمار وتضم بين صفوفها نحو ثمانين عنصراً ويجري هذا التنظيم اتصالات للانضمام إلى "الجماعة السلفية". الجماعات تقلص من 27 ألف عنصر إلى نحو 650 عنصراً فقط.