بيروت - "الحياة" - أرخى ضعف الامكانات المادية عمومًا بثقله على حملة تحضير الفرق لبطولة الدوري اللبناني ال43 لكرة القدم التي تنطلق اليوم بلقاءين، يجمع الأول بين النجمة حامل اللقب والمبرة، والثاني بين الحكمة الوصيف وأولمبيك بيروت. وفي ضوء ذلك، جاءت الاستعدادات متواضعة وخجولة فحالت دون الانخراط في معسكرات خارجية، واللجوء إلى التعاقد مع أجنبيين في كل فريق وفق أقل التكاليف الممكنة. ويشكل النيجيريون القسم الأكبر من المحترفين، إذ يبلغ عددهم سبعة يليهم البرازيليون 6، والعراقيون 3، والكاميرونيون 2، ولاعب من كل من أرمينيا والمغرب وسورية وسيراليون والسنغال وترينيداد وتوباغو. ويغيب المدربون المحليون للمرة الأولى في تاريخ المسابقة عن الاشراف على أي فريق، فكانت الحصة الأكبر منهم للعراق 4 وسورية 2، ثم يوغوسلافيا وألمانيا ومصر وفرنسا والبرازيل بمعدل مدرب واحد لكل منها. وأطلق الاتحاد على المسابقة اسم بطولة الماستر، وسيطبق عليها نظام المربع الذهب للمرة الأولى أيضًا، وتشارك فيه الفرق الأربعة الأولى في نهاية الذهاب والإياب، فضلاً عن مربع نجاة بين فرق ذيل الترتيب. ويستهل النجمة حملة الدفاع عن لقبه بلقاء المبرة الصاعد إلى دوري الأضواء، وهو الأكثر جاهزية وتصميمًا على المنافسة محصنًا بالفوز بكأسي النخبة والسوبر، ويقوده المدرب اليوغوسلافي بوجيدار فوكوتيتش خلفًا للتونسي عمر مزيان. ويعول المبرة بقيادة المصري صديق الجمال، على تشكيلة طرية العود. وبخلاف التواضع المادي للفرق كافة، فإن أولمبيك الصاعد بدوره إلى الدرجة الأولى يعتبر بركانًا ماليًا، أحدث ثورة حقيقية في سوق الانتقالات وبدل أن يدخل إلى الدرجة الأولى لاكتساب الخبرة تعاقد مع 12 لاعبًا دوليًا وبرازيليين وجهاز فني برازيلي وأقام معسكرًا طويلاً في بلاد "القهوة"، ووضع نفسه باكرًا في خانة أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب. ولعل أبرز صفقاته تمثلت بضم مدافع جنوب أفريقيا اللبناني الاصلي بيار عيسى في مقابل نحو مليون دولار وهي أغلى صفقة محلية. من جهته، أبقى الحكمة على المدرب الألماني الناجح ثيو بوكر وكسب في تشكيلته بعض الوجوه الشابة أمثال يوسف الجوهري، واحتفظ بالبرازيلي طومي جياكوميللي، واستقدم يوسف بركات من السلام زغرتا، وجادير مورغنسترن البرازيلي الأصل مدافع الانصار السابق، وأعاد مهاجمه فارتان غازاريان إلى عرينه الأول الهومنتمن الذي هبط إلى الدرجة الثانية. وتختتم المرحلة الأولى غدًا بأربع مباريات فيلتقي الأخاء الأهلي مع التضامن صور ثالث الموسم الماضي والذي "غيّر جلده"، وشباب الساحل مع العهد، والسلام مع البرج، والصفاء مع الأنصار. المنتخبات على صعيد آخر، شرح المدرب الفرنسي جان مارك نوبيلو مقومات خطته التي ستستغرق نحو عامين وتتعلق بتطوير المستوى الفني للاعبين ما بين 8 و20 عامًا، فضلاً عن إشرافه على منتخبات الفئات العمرية. واعتبر نوبيلو أن فترة الأعوام الخمسة السابقة على صعيد إعداد الفئات العمرية لم تكن مثالية، موضحًا أن كلامه ليس تهجمًا أو انتقادًا بل إن الفكرة تكونت لديه من خلال التحليل الفني الذي قام به ليستعين بتجربة من سبقوه إلى هذه المهمة في لبنان. وأشار إلى أن مشاركة منتخبات الفئات العمرية تتضمن القليل من الانتصارات، في حين لم تكن هناك مبادرات كثيرة في عملية إعداد المدربين، والبطولات العمرية لم تكن منتظمة على رغم قلتها. وقال إن لديه هدفين، أولهما تنظيم أسس قوية ومتينة للعبة في لبنان، وثانيهما حصد أفضل النتائج لمنتخبات دون ال20 عامًا لتكون مستقبلاً الرافد الأساسي للمنتخب الأول. بدوره، استعرض مدرب المنتخب الأول مواطنه ريشار تاردي المرحلة السابقة التي شملت المشاركة في بطولة غرب آسيا في دمشق ودورة الألعاب الآسيوية، وقال إنه فوجئ بما قدمه اللاعبون في بوسان حيث أعطوا كل ما لديهم من جهد. وأشار إلى أن خطته المقبلة تتضمن تفريغ المنتخب أسبوعًا في الشهر، وأن فرصته ستكون جيدة في اختيار اللاعبين مع انطلاق الموسم خصوصًا بطولة الدوري استعدادًا لتصفيات كأس آسيا 2004.