لندن، نيويورك - "الحياة"، أ ب - امرت الحكومة العراقية أول من أمس بعض الصحافيين الاجانب بمغادرة البلاد في موعد أقصاه الاثنين المقبل، احتجاجاً على تغطيتهم تظاهرة أمام وزارة الاعلام الاسبوع الماضي للمطالبة بمعرفة مصير سجناء. وبين الذين ابلغوا قرار المغادرة ستة صحافيين من شبكة "سي ان ان" التي افتتحت مكتباً لها في بغداد قبل 12 عاماً، بمن فيهم رئيسة المكتب جين عراف المراسلة الاجنبية الوحيدة المقيمة بشكل مستمر في بغداد حسبما ورد في الموقع الالكتروني ل "سي ان ان". وطاول أمر الابعاد، الذي لم يشمل العراقيين العاملين في المؤسسات الاعلامية الاجنبية، عدداً من الشبكات التلفزيونية كمراسل "أي بي سي" ديفيد رايت ومراسل "ان بي سي" نيد كولت. وقال محرر في هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، فضل عدم كشف اسمه، ان القرار لم يشمل الهيئة. ويعبر هذا القرار، الذي لم تتضح تفاصيله بعد، عن انزعاج الحكومة العراقية من تغطية الاعلام الاجنبي، خصوصاً "سي ان ان" للتظاهرة التي جرت الاسبوع الماضي أمام وزارة الاعلام تطالب بمعرفة مصير سجناء لم يطلقوا بموجب قرار العفو الذي أصدره الرئيس صدام حسين الأحد الماضي، بالاضافة الى إقامة بعض المؤسسات الاعلامية الأجنبية مكاتب لها في المناطق الكردية في الشمال. وكان العراق فتح ابوابه للاعلاميين لزيارة البلاد لتغطية الاستفتاء الذي جرى في 15 الحالي، ليثبتوا للعالم التأييد الشعبي الذي يقول النظام انه يحظى به. واكد المسؤولون عن قسم الصحافة في وزارة الاعلام في بغداد ان تأشيرات الدخول الممنوحة لصحافيي "سي ان ان" انتهت صلاحيتها وعليهم بالتالي مغادرة البلاد. لكن المسؤولين العراقيين أعلنوا اجراءات جديدة مشددة للسماح بدخول الصحافيين، أهمها تحديد مدة التأشيرة الممنوحة للصحافيين الاجانب بعشرة ايام فقط لان المركز الصحافي لا يمكنه ان يستقبل الا عدداً محدوداً من الصحافيين دفعة واحدة، بهدف "منح فرصة لكل الصحافيين الراغبين في زيارة العراق". وقال أيسون جوردن، المدير التنفيذي لشبكة "سي ان ان"، ان الترحيل المطروح "خطوة شديدة القسوة، ستقلل من معرفة العالم الخارجي بما يحدث داخل العراق"، ووصف تغطية أراف داخل العراق بأنها "سليمة، عادلة وصريحة".