انقرة، لندن - "الحياة"، أ ف ب - اكد مسؤولون في الحزب الديموقراطي الكردستاني انهم لا يسعون الى الاستقلال، غير انهم يتمسكون بمطلبهم جعل مدينة كركوك عاصمة لهم. وقال المسؤول الثاني في الحزب نيشيرفان بارزاني للصحافيين أمس في انقرة: "هدفنا ليس تشكيل حكومة او اقامة كيان مستقل. اننا نأمل بحل هذه المشكلة في اطار عراق موحد وديموقراطي". وجاءت تصريحات "رئيس الحكومة" الاقليمية في اربيل التابعة للحزب الديموقراطي بعد لقائه أمس سفراء في الاتحاد الاوروبي في انقرة. وكان بارزاني التقى أول من أمس مسؤولين في الخارجية التركية في اطار زيارته لتركيا التي تهدف الى احتواء التوتر بين الجانبين بعد مطالبة الأكراد بتوسيع حكمهم ليشمل كركوك وتهديد تركيا بدخول شمال العراق عسكرياً خشية من قيام دولة كردية في حال هجوم اميركي على العراق، ما يؤدي الى ايقاظ التطلعات الاستقلالية لاكراد تركيا. ويسعى الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، اللذان يسيطران على شمال العراق، منذ مصالحتهما واستئناف اعمال "البرلمان الموحد" الكردي في اربيل مطلع الشهر الجاري الى طمأنة تركيا بشأن عدم وجود نية لديهما لاعلان دول كردية مستقلة في حال حصول هجوم اميركي على العراق. لكن الفصيلين الكرديين اعلنا في مشروع دستوري ان ولاية كركوك الغنية بالنفط التي لا تزال واقعة تحت سيطرة بغداد ستكون عاصمة المنطقة الكردية المقبلة، الامر الذي تسبب بغضب انقرة التي اعتبرت التصريح بمثابة خطوة اضافية باتجاه الاستقلال. ويؤكد بارزاني ان الامر يتعلق ب"اقتراح او مشروع" لا بد من مناقشته مع مجموعات اخرى في المعارضة العراقية. لكنه اشار الى "ان كركوك من الناحية الجغرافية معروفة بأنها جزء من كردستان العراقية". واقترح مسؤولون اتراك ان يحتل الجيش التركي كركوك ومدينة الموصل المجاورة قبل ان يقوم الاكراد بذلك. وقال بارزاني ان الفصيلين الكرديين تمكنا خلال لقاءاتهما مع ديبلوماسيين اتراك من "توضيح عدد من المسائل" التي تسبب بها كل من "الفوضى" و"سوء التفاهم" على حد تعبيره، مشيداً بوجود ارادة مشتركة "لاعادة العلاقات الثنائية الى الطريق الصحيح". لجنة تنسيق قوى المعارضة على صعيد آخر، أعلن أول من أمس في السليمانية عن انشاء "لجنة تنسيق قوى المعارضة العراقية" تضم "حزب الدعوة الاسلامية" و"حركة الديموقراطيين" و"الحزب الشيوعي العراقي" و"الحزب الطليعي الاشتراكي الناصري" و"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق". وجاء في بيان تلقته "الحياة" أمس اعتماد اللجنة "بيان أيلول كاطار عام لملامح خطابها السياسي المشترك". والتقى اعضاء اللجنة كلاً من السكرتير العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، ورئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، والأمين العام للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى، الذي شدد على "ضرورة وحدة المعارضة والاستفادة من دروس الماضي خصوصاً لجنة العمل المشترك التي ضمت معظم، ان لم يكن كل، مكونات الشعب العراقي".