ينتظر القادة الاوروبيون المجتمعون في بروكسل الجواب التركي على عرض البدء المشروط لمفاوضات الانضمام مع انقرة اعتبارا من الثالث من تشرين الاول - اكتوبر المقبل، وسط مخاوف من جواب تركي سلبي قد تكون مشاعر خيبة الامل لدى الوفد التركي مؤشرا عليه. ويبدو ان الاوروبيين يراهنون على قبول تركيا بالعرض الذي قدم لها وتضمن ضرورة اعترافها بجمهورية قبرص. فقد تضمن مشروع البيان الختامي الذي صدر امس عن القمة الاوروبية والذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه «ترحيبا بقرار تركيا» توسيع الاتحاد الجمركي مع دول الاتحاد الاوروبي ليشمل الاعضاء الاوروبيين العشرة الجدد، ما يعني اعترافا تركيا بقبرص. وفي مشروع اعلان ملحق بقرارات القمة، اشادت الرئاسة الهولندية للاتحاد ب «توقيع المفوضية (الاوروبية) وتركيا في 17 كانون الاول - ديسمبر 2004 على بروتوكول يوسع اتفاق انقرة». الا ان رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان رفض الادلاء باي تصريح في ختام لقاء جمعه حتى ساعة متقدمة من ليلة الخميس الجمعة مع الرئيس الدوري للاتحاد الاوروبي رئيس حكومة هولندا يان بيتر بالكينندي الذي ابلغه بموقف الاتحاد الاوروبي. وقال دبلوماسي تركي امس ان تركيا تشعر ب «خيبة امل» ازاء الاقتراحات التي قدمتها قمة بروكسل. وقال طالبا عدم ذكر اسمه ان «الشعور هو شعور بخيبة الامل»، مضيفا «هناك فرص ضعيفة» في التوصل الى اتفاق على مشروع النص الحالي. واوضح الدبلوماسي ان البروتوكول «لا يبدو وثيقة يمكن توقيعها»، مشيرا الى رغبة الاوروبيين في ان توقع تركيا على البروتوكول الذي يوسع اتفاق الشراكة الذي يربط بين الاتحاد وتركيا منذ 1963 ليشمل الدول العشر الجديدة الاعضاء في الاتحاد ومن بينها قبرص. من جهته زاد وزير الخارجية البريطانية جاك سترو صباح امس في تصريح صحافي الشكوك حول الموقف التركي عندما قال انه «ليس من الواضح حاليا» ما اذا كانت تركيا ستقبل سياسيا بالشروط التي تتضمن اعترافا بجمهورية قبرص. من جهته قال المستشار الالماني غيرهارد شرودر صباح امس قبل تناوله طعام الفطور مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو «آمل بان تجري الامور على ما يرام». واضاف «اعتقد اننا سنتمكن من ايجاد ترتيبات تتيح» الحصول على موافقة تركيا وقبرص. وبحسب مشروع اعلان الرئاسة الهولندية، فان البروتوكول الاضافي الى اتفاقات انقرة يجب ان يوقع «قبل البدء الفعلي لمفاوضات انضمام» تركيا الى الاتحاد الاوروبي الذي حدد قادته تاريخا له في الثالث من تشرين الاول - اكتوبر 2005. كما دعا مشروع البيان النهائي لقمة بروكسل الى «تجذر راسخ» لتركيا في الاتحاد الاوروبي «عبر اقوى رابط ممكن»، في حال لم تتمكن انقرة من الانضمام الى الاتحاد. وتؤكد الدول ال25، بحسب مشروع البيان، ان المفاوضات «عملية مفتوحة لا يمكن ضمان نهايتها مسبقا»، كما سبق ان اعلن الخميس رئيس الوزراء الهولندي، الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي. ويقول البيان «اذا لم تتمكن دولة مرشحة من تحمل كل تبعات الانتماء الى الاتحاد، فيجب العمل بشكل يتم من خلاله تجذير الدولة المرشحة بشكل كامل في الهيكليات الاوروبية باقوى رابط ممكن». وكانت الدول المتحفظة على انضمام تركيا الى الاتحاد عبرت في الاساس عن رغبتها بان تشير الموافقة على بدء مفاوضات انضمام مع تركيا بشكل واضح الى احتمال اعتماد «خطة ب» بديلة في حال فشل المفاوضات. واقترحت النمسا مثلا ان يتم تضمين القرار احتمال اقامة شراكة مميزة مع تركيا. الا ان انقرة وداعميها داخل الاتحاد رفضوا اي اشارة واضحة الى «الخطة ب» التي كان من شأنها اضعاف الرسالة السياسية التي هي لصالح انضمام تركيا.