كشف امس ان ضابطاً اسرائيلياً برتبة مقدم معتقل منذ ايلول سبتمبر الماضي، مع تسعة جنود، بتهمة تزعّم شبكة تجسس لمصلحة "حزب الله" اللبناني. واعتبرت جهات أمنية اسرائيلية القضية "واحدة من أخطر القضايا الامنية" في تاريخ الدولة العبرية. ومع ان المحكمة أذنت امس بإذاعة النبأ، منعت نشر التفاصيل الكاملة لهوية المعتقلين ورتبهم العسكرية، لكن الأنباء تحدثت عن ان المعتقلين من البدو تطوعوا في الجيش الاسرائيلي، وجميعهم من شمال اسرائيل. وبحسب التفاصيل التي سُمح بنشرها اعتقل جهاز الامن العام شاباك في 12 ايلول الضابط برتبة مقدم بتهمة إقامة علاقات وطيدة مع تاجر مخدرات لبناني يدعى "ابو السعيد" القريب الى "حزب الله" وتزويده معلومات استخباراتية في مقابل مخدرات. وقالت الاذاعة العبرية ان "ابو السعيد" طلب من الضابط معلومات عن حجم انتشار الجيش على الحدود اللبنانية وفي مزارع شبعا وخرائط للمنطقة الشمالية من اسرائيل وعن تحركات قائد المنطقة الشمالية الجنرال غابي اشكنازي وكبار مساعديه وعن مواقع دبابات على الحدود. وأضافت الاذاعة ان الضابط نقل فعلاً بعضاً من هذه المعلومات وان معتقلاً آخر شارك الضابط في نقل المعلومات وصفقات المخدرات وانهما نشطا لأشهر عدة قبل اعتقالهما. وبحسب الاذاعة، جاء نشاط المعتقلين العشرة على ثلاثة محاور منفصلة، وانه باستثناء الضابط ومعاونه، نشط معتقلان آخران في نقل المخدرات والمعلومات وانه تم القبض عليهما وفي حوزتهما 9 كلغ من الحشيش والهيروين. وذكرت الاذاعة انه طلب منهما ايضاً الحصول على خرائط لمزارع شبعا وجبل الشيخ واجهزة اتصال خاصة يستعملها الجنود الاسرائيليون على الحدود. وقالت ان احدهما حاول اقتحام قاعدة للجيش في الشمال حيث خدم في السابق لكنه لم ينجح. اما المحور الثالث فيتحدث عن ثلاثة ابناء من عائلة واحدة يشتبه باجرائهم اتصالات عبر الهاتف او المراسلات مع ناشطين في "حزب الله". وقال هؤلاء في إفادتهم للشرطة انهم نقلوا معلومات كاذبة عن كاميرات منصوبة على الحدود وعن مواقع قواعد للجيش في الشمال ومعلومات اخرى، وذلك مقابل تلقيهم 24 ألف دولار. وتدّعي اجهزة الامن ان الثلاثة نجحوا في تهريب اجهزة هاتف خليوي الى ناشطين في "حزب الله" وانه تم ضبط أحد هذه الاجهزة قبل عام ونصف عام على جثة أحد الناشطين اثناء هجوم نفّذه على جنود اسرائيليين أدى الى مقتل ستة منهم. ونسبت صحيفة "يديعوت احرونوت" الى المشتبه الرئيسي، الضابط الذي قضى سنوات عدة في لبنان إبان الاحتلال الاسرائيلي، نقله الى "حزب الله" معلومات عسكرية سرية للغاية في مقابل حصوله على كميات كبيرة من المخدرات تم تهريبها الى اسرائيل وبيعها. وزادت ان الضابط معوق بنسبة كبيرة بعد إصابته في تفجير عبوة ناسفة في الجنوب وانه عاد وتطوع في الجيش على رغم إعاقته، وربطته علاقات حميمة مع كثيرين من كبار المسؤولين الاسرائيليين، السياسيين والعسكريين ومنهم رئيس الأركان السابق الجنرال شاؤول موفاز. ونفي محامي المعتقلين أمنون زخروني الشبهات جملة وتفصيلاً، وقال انه سيتضح قريباً ان الضجة المثارة ليست سوى زوبعة في فنجان. وقال للاذاعة العبرية ان الضابط المشتبه بقيادته الشبكة "مخلص للدولة" وان الشبهات الموجهة اليه اختلقها تجّار مخدرات اعتقلتهم الشرطة الاسرائيلية بهدف تجريمه. وقال انه لا يستبعد ان تكون الاعترافات أُخذت بالقوة. وقالت زوجة الضابط ان جهاز "شاباك" اختُطف زوجها قبل اسابيع عندما كانا عائدين من زيارة الطبيب وأثناء توقفه لشراء الأدوية دهمه عدد من الاشخاص وجرّوه بعيداً فاعتقدت انه اختُطف، ولم تعرف هوية المختطفين إلا بعدما حضروا الى المنزل وأجروا تفتيشاً وصادروا سلاح زوجها وأشرطة فيديو.