تصدرت قضايا فلسطينوالعراق والديموقراطية و"إلزامية الشورى" و"كراهية العرب والمسلمين للاميركيين" و"الإصلاح" الذي تطالب به واشنطن الدول العربية والاسلامية، نقاش ساخناً شهده "مؤتمر العلاقات الاميركية مع العالم الاسلامي" في يومه الاخير امس، الذي نظمه "معهد بروكينغز" في اميركا واستضافته قطر. وفيما ترأس مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق مارتن انديك هذه الجاسة المفتوحة كان وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ابرز المتحدثين وكذلك الكاتب الصحافي الاميركي توماس فريدمان والدكتور عبدالحميد الانصاري عميد كلية الشريعة في جامعة قطر، وشبلي تهامي الاستاذ الجامعي في اميركا وحامد انصاري سفير الهند السابق في الاممالمتحدة. في كلمة استهل وزير الخارجية القطري بها الجلسة دعا الى "ايجاد حل دائم وشامل" لقضية الشرق الاوسط، وقال: "من الضروري ان نعمل ما في وسعنا لتقويم مسار العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الاسلامي". وشارك الوزير في المناقشات بصفته الشخصية، فرأى ان مبدأ تغيير السلطة في العراق هو "مبدأ خطير"، واضاف "اذا كان العراق يمثل خطراً في مجال الاسلحة النووية فيجب ان تكون هناك براهين وهذا لن يتأتى الا بتقرير من مفتشي الاسلحة واذا وجدت يجب على العراق ازالتها". وقال: "انا كمواطن اتساءل: هناك اسرائيل وباكستان والهند وايران، والكل يسعى الى أن يكون لديه هذا السلاح، واسرائيل علناً لديها هذا السلاح لكنها لا تبالي وهذا خطر علينا في المنطقة". ورأى انه اذا اريد تجريد العراق من اسلحة الدمار "فيجب ان يكون هناك تعاون منكم من اميركا لتجريد دول اخرى. ولفت الى ان الشعوب العربية تتساءل عن موضوع ربط الارهاب بالعراق، قائلاً أنه "لا يمكن وضع حزب البعث وتنظيم "القاعدة" في غرفة واحدة" واشار الى وجود "قانون في العراق ينص على اعدام كل من ينتمي لتلك الفئة". وطرح الوزير القطري بصفته الشخصية ايضاً تساؤلات المواطن العربي عن قرارات مجلس الامن بخصوص الوضع الفلسطيني ولماذا لا تطبّق" كما تحدث عن اسباب الكراهية بين شعوب المنطقة واميركا لافتاً الى قرار الكونغرس باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل. ودعا الشيخ حمد بن جاسم الحكومات في المنطقة الى "مصارحة شعوبها بطبيعة مصالحها مع اميركا فالشفافية مهمة للتوصل الى نتائج جيدة". كما شدد على "إلزامية الشورى" في الاسلام، وقال "نحن نؤيد ان تعم الديموقراطية كل المنطقة لكن لماذا تضغط اميركا الآن في هذا الموضوع". من جهته اكد الدكتور الانصاري "رسوخ مبادئ الحرية والعدالة والشورى في الاسلام" وانه "لا خلاف جوهرياً بين الاسلام والديموقراطية". اما الكاتب فريدمان فرأى ان مبرر لحرب الاميركية على العراق هو تطبيق تقرير الاممالمتحدة بشأن التنمية البشرية، كما تحدث عن 3 مدارس في الادارة الاميركية: "المثالية التي انتمي اليها وهي ترى ان هذا الجزء من العالم يعيش في حفرة منذ 800 سنة وان الوضع سيتغير عندما يتوقف العمل في هذه الحفرة". والواقعية التي ينتمي اليها المحيطون بالرئيس بوش ويتميزون ب "السذاجة". ومدرسة الذرائعيين، "ولا اعرف كيف سيأتي التوازن بين هذه المدارس الثلاث". وطرحت في الجلسة آراء رفضت "الوصفة" الآتية من الخارج بشأن الاصلاح الديموقراطي الذي تطالب به اميركا الدول العربية والاسلامية، لكن مارتن انديك قال ان اميركا تدعم الدعوات الهادفة الى التحول الديموقراطي، واكد اهمية التعاون مع دول العالم الاسلامي.