دعا رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد الى حوار حقيقي يجنب العالم مزيدا من التعقيدات، ورأى أن هجمات نيويورك وواشنطن ليست مبررا لشن الحرب على الدول. ونفى ان تكون الأموال العربية التي خرجت من أميركا بعد احداث أيلول سبتمبر لجأت إلى ماليزيا. أكد رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد الذي يزور السعودية حالياً، ضروة حصول حوار حقيقي يجنب العالم مزيداً من المشاكل والتعقيدات. وقال مهاتير بعد حضوره لقاء موسعاً مع رجال اعمال سعوديين في جدة امس ان احداث 11 ايلول ليست مبرراً لشن الحرب ضد دول اخرى كما حدث في افغانستان أو العراق. وذكر ان "اميركا غاضبة لأنها ضُربت للمرة الاولى في عقر دارها، والعرب والمسلمون غاضبون لأنهم اصبحوا متهمين"، معتبراً أن الحل الوحيد للمشاكل التي يمر بها العالم حاليا يقتضي حصول حوار حقيقي لتجنب مزيد من التأزم في العالم. واضاف في مؤتمر صحافي انه "يجب ان يفهم العالم لماذا يفجر الاستشهاديون انفسهم في الاراضي المحتلة واسرائيل"، مشيراً إلى ان الاخيرة لم تكتف باحتلال الاراضي الفلسطينية بل تقتل الفلسطينيين أيضاً. وقال رئيس الوزراء الماليزي ان "إشاعة لجوء الاموال العربية الى ماليزيا عارية عن الصحة ولم نرها"، معتبرا ان "بعض الاموال العربية خرجت من اميركا لكنها موجودة في مكان ما وليس ماليزيا". وأشار الى ان ماليزيا ترحب بالاستثمار فيها شرط ان تكون الاموال المستثمرة نظيفة. ويزور رئيس الوزراء الماليزي السعودية حالياً وشارك مساء اول من امس في ندوة الاقتصاد السعودي التي افتتحها ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في حضور النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وزار مهاتير في وقت سابق توأمين ماليزيين اجريت لهما عملية فصل ناجحة في الرياض الشهر الماضي. ودعا مهاتير مجموعة محدودة من رجال الاعمال السعوديين التقاهم قبل اللقاء المفتوح الى الاستثمار في قطاعي السياحة والعقار في ولاية لنكاوي الماليزية. وقال رجل أعمال حضر اللقاء ل"الحياة" ان رئيس الوزراء عرض الفرص الاستثمارية في لنكاوي وشروط التملك الميسرة والخدمات المقدمة للمستثمرين، مشيراً إلى ان مهاتير وصف مزايا الاستثمار الاجنبي في ماليزيا بأنها لا تقل عما تقدمه الدول الأوروبية. وذكر ان بلاده استفادت من الاجانب في الجانب الاقتصادي وآلية عمل السوق، مشيراً إلى انه يوجد حالياً في ماليزيا نحو مليوني عامل أجنبي يعملون الى جانب الماليزيين، واوضح أن عدد العاملين في ماليزيا يصل الى أكثر من 9 ملايين عامل موزعين على قطاعات الزراعة والخدمات والتجارة والصناعة. وفي رد على سؤال عن النظام المصرفي الاسلامي في ماليزيا، قال ان النظام المصرفي الاسلامي العامل في ماليزيا "قوي جداً لكن النظام المصرفي الماليزي لا يعتمد على النظام المصرفي الاسلامي وحده، بل هناك نظام تجاري ويمكن بالتالي ان يختار المستثمرون أياً من النظامين للتعامل"، مشيراً إلى ان غالبية المصارف الماليزية تفتح نوافذ اسلامية في تعاملاتها. واعتبر ان ابرز التجارب الناجحة في بلاده عملية تحويل السياحة الى صناعة الامر الذي انتج استقبال ماليزيا 13 مليون سائح ونحو 30 بليون دولار السنة الماضية. ووصف انخفاض العملة في العام 1997 بأنه أسوأ تجربة مرت على ماليزيا. ودعا مهاتير السعوديين الى التركيز في الفترات المقبلة على تدريب القوى العاملة والتركيز في التعليم على الرياضيات والعلوم، مشيراً إلى ان ذلك هو السبيل الوحيد لخلق جيل عامل مؤهل.