تحت شعار "الكشف المبكر ينقذ الحياة"، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية عن الإحصاءات المتعلقة بسرطان الثدي خلال إطلاق حملة الوقاية من سرطان الثدي في لبنان. وجاء الاعلان ضمن حملة وطنية تهدف الى التشديد على أهمية الوقاية من هذا المرض الذي بات هاجساً نسوياً عالمياً. وعقدت الوزارة مؤتمراً خصص للاعلان عن تلك الارقام. وأول ما يلفت في المؤتمر شريط زهري، تماماً كشريط الوقاية من مرض السيدا الأحمر، معلق على بذلات النساء والرجال. ومنذ العام 1985، يرمز هذا الشريط الى الالتزام بمحاربة سرطان الثدي. ويلاحظ انه بات ينتشر بقوة في شهر تشرين الأول أكتوبر من كل سنة، باعتباره الشهر العالمي للتوعية ضد هذا المرض، ما يؤشر إلى الاستجابة القوية من المجتمع لجهود الوقاية. قدّم الأطباء خلال المؤتمر أرقاماً تكشف عن الانتشار الواسع لهذا المرض في لبنان والعالم. فعلى الصعيد العالمي، تصاب بهذا الورم واحدة من كل عشر نساء. وقد اكتُشفت هذا العام مليون ومئتا ألف حال سرطان ثدي جديدة. ومن المتوقع أن تموت بسببه سبعمئة ألف امرأة. أما على الصعيد المحلي، فقد سجلت وزارة الصحة نحو 700 إصابة جديدة سنوياً، ما يُشكل نسبة 30 في المئة من مجموع أنواع السرطانات التي تصيب النساء في لبنان. إلا ان الرقم الأكثر إثارة هو التالي "90 في المئة من إصابات سرطان الثدي قابلة للشفاء اذا ما تم الكشف عنها باكراً"، كما أفاد الدكتور جان جبور، المدير الوطني لبرنامج الأمراض غير الانتقالية في منظمة الصحة العالمية. أمام هذا الواقع، تبرز أهمية الحملة الوطنية للوقاية من سرطان الثدي التي تجرى بالتعاون مع شركة "هوفمان لاروش". وتركز هذه الحملة على نشر معلومات عن المرض في وسائل الإعلام. كما تتضمن نشاطات توعية اجتماعية وتوزيع كتيبات في متاجر كبرى ومطاعم، وما الى ذلك. وتولّى كل من رئيس "جمعية الأمراض السرطانية في لبنان" الدكتور نبيل شمس الدين ورئيس "الجمعية اللبنانية لطب الأورام" الدكتور غازي نصولي شرح بعض المعطيات الأساسية عن سرطان الثدي. وقسم الطبيبان عوامل الخطورة في الاصابة بهذا الورم الى فئتين. الفئة الأولى تضم العوامل غير القابلة للتغيير، مثل التقدم في السن وعدم إنجاب الأولاد والاستعداد الوراثي والبلوغ المبكر قبل عمر 12 سنة، واستمرار الحيض الى ما بعد عمر الخمسين. وتشمل الفئة الثانية عوامل مرتبطة بنمط الحياة، مثل السمنة وعدم ممارسة الرياضة وعدم الرضاعة من الثدي والتلوث البيئي وتناول حبوب تنظيم النسل لفترات طويلة وما الى ذلك. واستدراكاً، فإن العامل الاخير لم تُثبت صحة تأثيره في شكل نهائي. ويكمن خطر هذا المرض في أنه لا يؤلم في البداية، ما يفسح في المجال أمام الورم للتفشي والقضاء على المرأة بصمت. لذلك لا بد من مراقبة دورية لتغيرات الثدي، مثل ظهور انتفاخ أو ورم غير عادي داخل الثدي او الحلمة أو قربهما، والتغير في الحجم والشكل، او في اللون أو اللمس، او ظهور احمرار أو طفح جلدي أو إفرازات غير مألوفة في الحلمة. وفي حال ظهور تلك التغييرات، لا تنفع سياسة الهروب الى الأمام والإهمال، وفي الوقت نفسه لا ضرورة للهلع والذُعر بما أن "الشفاء من سرطان الثدي أصبح حقيقة". ولنعلم أن ليس كل ورم يظهر في الثدي هو سرطان. والحال ان الكشف عن سرطان الثدي سهل جداً. ويعتمد على الفحص الذاتي، إضافة الى صورة الأشعة السنوية. فأكثر من 90 في المئة من أورام الثدي تكتشفها النساء بأنفسهن.