تفاعلت قضية ايقاف مدير المركز الاسلامي هاني رمضان عن عمل التدريس في المدارس السويسرية إثر نشره مقالة في صحيفة "لوموند" الفرنسية بتاريخ 10 أيلول سبتمبر الماضي وصدور قرار بايقافه عن العمل يوم الجمعة الماضي. وطالب بعض مجموعات الضغط باجراء تحقيق داخلي حول نشاط هاني رمضان وفي ما اذا كان يشكل خطراً على استقرار الحياة الثقافية السويسرية لما ينشره من افكار تناولت العقيدة الاسلامية وتطبيقها لأحكام الشريعة في بلد علماني مثل سويسرا حيث كلف النائب العام السويسري السابق في حكومة جنيف برنارد يبرتوسا باجراء هذا التحقيق الذي يشمل المؤسسات كافة التي يتعامل معها رمضان بعد قرار وزارة التربية بايقافه عن العمل. وأكدت مصادر من مجلس حكومة جنيف، ان الحكومة تدرس اجراءات ستتخذ بحق هاني رمضان ومؤسسته، وذلك في انتظار تقرير الخبراء الاداريين حول مسلك مدرس آداب اللغة الفرنسية في جنيف. وهدد رمضان باللجوء الى المحكمة لاستئناف قرار فصله كما اعلن انه سيقدم شكوى الى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في وقت طالب خبير يدعى موتييه بأن تفتح النيابة العامة ملف تحقيقات حوله وتحري ما اذا كان ما نشره هاني يفرض عليه عقوبات جزائية. وتترقب اوساط الجالية الاسلامية ردود فعل شديدة من جانب حكومة جنيف حول هذا الموضوع مع افتتاح المدارس الاثنين المقبل بعد عطلة الخريف التي استمرت اسبوعاً. وقالت مصادر تربوية ان هاني لن يسمح له بالعودة الى المدرسة. وكان لخبر تسريح رمضان استاذ اللغة الفرنسية ومدير المركز الاسلامي في جنيف من وظيفته كمدرس في وزارة التربية، وقع الصاعقة لدى طلبته وأوساط الفكر الاسلامي. وانبرت التعليقات التي اجمعت على ان قرار التسريح كان سياسياً من وزيرة التربية اليهودية الاصل مارتين برنشفيك غراف. وجاء في بيان لوزارة التربية ان رمضان تجاوز صلاحياته كمدرس بأن نشر مقالاً في صحيفة "لوموند" يتحدث فيه عن الزنا والشذوذ الجنسي لمصابي مرض الايدز في بلد علماني، ما اثار حفيظة كتّاب ردوا عليه، ما يتناقض مع علمانية مهمة التدريس في سويسرا. يذكر ان رمضان يؤيد "الاسلام العلماني" ويطالب بدمج المجتمعات الاسلامية في الغرب على اساس احترام الآخر، مع التمسك بالعقيدة الدينية، ويناهض انصهار المجتمع العربي والاسلامي في البوتقة الغربية في شكل يضيع الاصول الثقافية والفكرية، كما يعارض بشدة ظاهرة القوقعة او الانطوائية على الذات والتي يفضلها بعض افراد الجالية كأسلوب للحماية من افكار الغرب. وكان سعيد رمضان والد هاني اسس المركز الاسلامي في الستينات بعدما استقر في سويسرا وانشأ اولاده على تربية دينية ومن اخوته هاني وطارق وأيمن. وولد هاني رمضان عام 1959 في جنيف ودرس في مدارسها وتابع تحصيله الجامعي فدرس الفلسفة وحصل على درجة الدكتوراه ثم الآداب الفرنسية وتلقى علومه الدينية في مصر.