علمت "الحياة" من مصدر حكومي كويتي ان وفد وزارة الخارجية الذي سيتوجه الى منفذ "العبدلي" الحدودي مع العراق لن يقبل بتسليم الارشيف الذي سيعيده العراق الى الكويت اليوم قبل اجراء مراجعة شاملة للبيانات العراقية عن هذا الارشيف، مشيراً الى ان هذه العملية ستستمر أياماًً، يشارك فيها مدققون ومراجعون يمثلون كل الوزارات والجهات الحكومية الكويتية. وحسب المصدر فإن لدى الكويت "شكوكاً جدية في ان يسلم العراق كل ما اخذه من وثائق" وان الكويت "لن تعطي براءة ذمة للعراقيين مقابل اكوام من الورق يسلمونها من غير مراجعة وتدقيق" مضيفاً ان ممثلي الخارجية في العبدلي سيمتنعون اليوم عن تسلم أي شيء من العراقيين وسيطالبون الجانب العراقي عبر ممثلي الأممالمتحدة في الشريط الحدودي بتقديم قوائم وسجلات بكل ما يعتزم اعادته الى الكويت ثم سيطلب من الجهات الحكومية الكويتية التدقيق بهذه القوائم وتحديد أمرين: ان الوثائق تعود فعلاً الى هذه الجهات، وانها تشمل كل ما اخذته قوات الاحتلال العراقي من هذه الجهات. وقلل المصدر من اهمية اعادة الارشيف وقال: "اعادة الارشيف خطوة رمزية مهمة في اتجاه تطبيق العراق القرارات الدولية، ولكن ممتلكات الكويت المسروقة أوسع بكثير من ذلك وكثير منها لم يتم ارجاعه"، وتابع "أهم من ذلك كله اعادة أكثر من 600 أسير كويتي ما زال العراق يصر على عدم تقديم معلومات عن مصيرهم". وفي بغداد أبلغ مسؤول في وزارة الخارجية العراقية "الحياة" أن إعادة الارشيف الكويتي تأتي "في اطار تنفيذ العراق ما اتفق عليه في قمة بيروت، والتزاماً منه بقرارات مجلس الأمن، كما تعبر عن رغبته في حل كل المسائل المعلقة بينه وبين الكويت، بما يؤدي الى عودة العلاقات بين البلدين الى حالها الطبيعية". وغادرت بغداد أمس خمس شاحنات محملة وثائق تتضمن "ارشيف وزارة الخارجية ودائرة الامن الوطني ووزارة الداخلية ومراسلات المكتب الأميري في الكويت" كما أوضح ناطق باسم الخارجية العراقية. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن رئيس الدائرة السياسية الثانية في الخارجية العراقية السفير غسان محسن حسين الذي يرافق القافلة، قوله للصحافيين قبيل الانطلاق ان "القافلة تضم كل الارشيف الوطني الكويتي ووضعت الوثائق في صناديق بعد فرز محتوياتها وعدد صفحاتها". وأضاف ان "جهوداً كبيرة بذلت خصوصاً من وزارة الخارجية لتجميع هذا الارشيف الذي كان لفترة ما مدمجاً مع الارشيف العراقي"، موضحاً ان العملية تأخرت لأن "هذه الوثائق، وكذلك وثائقنا، كانت تنقل بين الحين والآخر من مكان الى آخر بسبب تعرضنا للعدوان الأميركي المستمر وبسبب الغارات والتهديدات". وشدد على ان "العراق كان ولا يزال منفحتاً ازاء اشقائه جميعاً"، مضيفاً: "انما المؤمنون اخوة واخوتنا في الجغرافيا والتاريخ والدين هم الكويتيون. وهذا ما ننظر به الى جميع الاخوة والاشقاء في الدول العربية". وستسلم الوثائق الى الجانب الكويتي عند نقطة العبدلي الحدودية 600 كيلومتر جنوببغداد.