بعد مرور أقل من أربع وعشرين ساعة على اجتماع اسرائيلي - فلسطيني في القدس الغربية مساء الاربعاء للبحث في "تهدئة الأوضاع" والتمهيد لاجتماعات موسعة لمناقشة "انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من مدينة الخليل"، ارتكب الجيش الاسرائيلي مجزرة جديدة في مخيم رفح جنوب قطاع غزة راح ضحيتها ستة شهداء على الاقل وجرح خلالها نحو خمسة وأربعين شخصاً وصفت اصابات 13 منهم بأنها خطيرة. راجع ص 5 وبين من استشهدوا في القصف العشوائي بقذائف المدفعية في مخيم "يبنا" للاجئين في رفح امس طفلة في الرابعة واخرى في العاشرة. ووصف يوسف ابراهيم الباحث الميداني في حقوق الانسان في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان المجزرة بقوله: "المشاهد مروعة ومرعبة... اشلاء مقطعة وبطون مبقورة وأجساد مشوهة". وجاء التصعيد الاسرائيلي المتجدد في جنوب قطاع غزة في اعقاب اجتماع هو الأول منذ أكثر من شهر بين وزيري الحكم المحلي صائب عريقات والاقتصاد ماهر المصري ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز في القدس الغربية مساء أول من أمس بعيداً عن وسائل الاعلام، كذلك بالتزامن مع انعقاد اللجنة الرباعية الدولية في باريس للبحث في "خريطة الطريق" الاميركية لحل الصراع القائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وكان بيريز قال للاذاعة الاسرائيلية ان الاجتماع "بحث فتح المفاوضات وتحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين". ومن جهته، قال عريقات ان الاجتماع بحث "استكمال انسحاب الجيش الاسرائيلي في اطار جدول زمني محدد واستمرار تحويل الأموال الفلسطينية المحتجزة لدى اسرائيل ورفع الحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية". وأضاف عريقات ان الاجتماع لم يسفر عن نتائج ملموسة لكنه جاء تمهيداً لاجتماع موسع سيعقد الاسبوع المقبل وسيضم وزراء من كلا الجانبين. وكانت مصادر فلسطينية أكدت ل"الحياة" ان الاتصالات الحالية فرضتها ضغوط اميركية على الجانبين للايحاء بوجود "تحرك ايجابي" على صعيد الحرب القائمة في فلسطين لاتاحة الفرصة للادارة الاميركية للتركيز فقط على العراق من دون عوائق أو تشويش على الجبهة الفلسطينية - الاسرائيلية. وأضافت المصادر نفسها ان تصريحات الرئيس الاميركي المتعلقة ب"نقل الأموال" الفلسطينية التي تحتجزها اسرائيل الى الفلسطينيين تهدف الى تهدئة الوضع الأمني، شأنها شأن الجولة التي يبدأها اليوم مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز ويشارك خلالها في اجتماع اللجنة الرباعية في باريس الاسبوع المقبل ويزور فيها عدداً كبيراً من دول المنطقة. ويحمل بيرنز معه "خريطة الطريق" الاميركية لاستئناف العملية السلمية في الشرق الأوسط والتي اعتبر أبرز كتاب الأعمدة في الصحف العبرية انها نسخة طبق الأصل لرؤية الرئيس الاميركي جورج بوش للدولة الفلسطينية العتيدة التي عرضها في خطابه الشهير في حزيران يونيو الماضي. وأشار هؤلاء الى ان الحديث عن "مبادرة جديدة" ليس سوى ضريبة كلامية دفعتها الولاياتالمتحدة لإرضاء العرب والأوروبيين وكسب تأييدهم للمخطط الأميركي لضرب العراق.