استبقت اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الاشتراكي المغربي الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق السيد عبدالرحمن اليوسفي، اجتماعها أمس بإعلانها أن "لا موقف تقرر لجهة المشاركة في الحكومة التي يعمل على تشكيلها رئيس الوزراء المعين ادريس جطو أو عدمها". وهيمن جدل سياسي على الاجتماع في ضوء ترقب اسناد منصب رفيع إلى اليوسفي قد يفسح في المجال أمام التكهنات، لكن قيادياً رفيعاً أكد ل"الحياة" أن الحوار الديموقراطي داخل الحزب سيكون له "الكلمة الفصل". في حين توقعت المصادر أن يحسم اجتماع اللجنة المركزية للاشتراكي في توجهات جطو لتشكيل حكومته. في موازاة ذلك، أعلن حزب الاستقلال، الذي يضع عيناً على رئاسة مجلس النواب واخرى على حقائب حكومية تلائم حضوره السياسي، انعقاد اجتماع طارئ لمجلسه الوطني غداً. وقالت مصادر الحزب إن الاجتماع سيعرض قضية المشاركة في الحكومة. ونفت أن تكون قيادة الحزب ناقشت عدد الحقائب الوزارية التي تطالب بها أو الاسماء المرشحة لشغلها. واستضاف أحد قياديي الحزب السيد محمد خليفة وزير الشؤون الإدارية اجتماعاً ليل الأربعاء في حضور مندوبين عن الكتل النيابية، عرض إلى حظوظ ترشحه لرئاسة مجلس النواب. وسرت تكهنات تفيد باحتفاظ السيد عبدالواحد الراضي بمنصبه رئيساً لمجلس النواب. وعزت المصادر ذلك إلى كونه يتولى مسؤوليات بارزة في اتحاد البرلمانات الدولي واتحاد البرلمان العربي، وإن كان الموقف النهائي لن يتبلور قبل مطلع الأسبوع المقبل. إلى ذلك، لفتت المصادر أن جطو لم يعد يواجه صعوبة حيازة غالبية نيابية تدعم برنامج حكومته، لكنه يواجه اختياراً صعباً بين الحفاظ على المكونات الرئيسية للتحالف الحكومي السابق، أي الاشتراكي والاستقلال وتجمع الأحرار وأطراف في أحزاب الحركات الشعبية، إذ في إمكانها الالتفاف حول برنامج موحد يحوز دعم الغالبية، لكنه سيبقى حزب العدالة والتنمية الإسلامي في المعارضة، وهو احتمال أضعف، أو معاودة بناء تحالفات جديدة ينتقل من خلالها "العدالة والتنمية" إلى الواجهة الحكومية، متحالفاً مع الاستقلال وأحزاب الحركات الشعبية، مما يجعل الاشتراكي يعود إلى المعارضة، وهذا بدوره احتمال غير متوقع. لكن يحتمل أن يعمد جطو إلى تشكيل حكومة "وحدة وطنية" في مواجهة استحقاقات الفترة سياسياً واقتصادياً. بيد انه إلى الآن لا يريد أي طرف سياسي أن يتحدث عن "أزمة حكومية"، حتى في حال إطالة المشاورات. ويذهب مراقبون إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي فاجأ الفاعليات السياسية باختيار رئيس وزراء تكنوقراطي، قد يصدر عنه مفاجأة اخرى تطبع بداية عهده اشتراعياً وحكومياً.