عقد الرئيس جورج بوش اجتماعاً امس لكبار اركان ادارته، لدرس السياسة التي ستعتمدها واشنطن في مجلس الامن عشية الجلسة العلنية المخصصة لمناقشة الازمة العراقية. وفيما تحدث وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن "مفاوضات مكثفة" بعد لقائه نظيره البريطاني جاك سترو، لمحت فرنسا الى انها ستطرح مشروعها للتصويت في المجلس، اذا طرحت الولاياتالمتحدة مشروعها من دون تعديلات". وشدد باول على ان اصدار قرار واحد يكفي، في حين دعا مساعده جون بولتون الى القضاء على "النزعة النازية" لدى الحكم العراقي. تزامن ذلك مع تأكيد القائد الاميركي لحلف الاطلسي قدرة واشنطن على ضرب العراق ومواصلة حربها على الارهاب في آن. كما تزامن مع دعوة اسرائيل الى "تدمير النظام" في بغداد لضمان "شرق اوسط اكثر استقراراً". وقال وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر ان المنطقة "منقسمة" بين "معتدلين ومتمسكين بخط الشر مثل العراقوايران وسورية". وكان الابرز في المواقف العربية امس، انتقاد الرئيس حسني مبارك تركيز واشنطن على الملف العراقي على حساب القضية الفلسطينية، في حين اعلن الرئيس محمد خاتمي ان ايران وتركيا والعراق وسورية تعارض قيام دولة للاكراد في شمال العراق. وتعهد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حرباً على جبهتي العراق والارهاب. وفيما انشغل العراقيون بالاستفتاء على تمديد ولاية الرئيس صدام حسين، اعتبر البيت الابيض الاقتراع "غير جدي ولا احد يعيره اي صدقية". وقصفت طائرات اميركية مركزاً للاتصالات في جنوبالعراق. وعشية جلسات علنية لمجلس الامن تعد سابقة وتعقد تلبية لطلب حركة عدم الانحياز، برزت بوادر معارضة جماعية، لاعلان الحرب على العراق تلقائياً، مع الاصرار على ضرورة تعاون بغداد التام مع جهود نزع السلاح، والا ستواجه عواقب استخدام القوة ضدها. وشارك السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة جان نغروبونتي في اجتماع لكبار أركان الادارة الاميركية في واشنطن، ضم الرئيس جورج بوش، واعتبر اجتماعاً لوضع الاستراتيجية الاميركية في مجلس الامن. وتزامن ذلك مع ازدياد الحديث عن احتمال عدم حصول مشروع القرار الاميركي على الاصوات التسعة الضرورية لتبنيه، ما يعفي اياً من الدول الخمس من الحاجة الى استخدام "الفيتو" لاسقاطه. وأصرّت فرنسا على "الالتزام الاجباري" بأن يكون قرار استخدام القوة ضد العراق مقنناً في مجلس الامن بكل وضوح، وليس عائداً الى دولة معينة، تحت غطاء الغموض المتعمد في لغة قرار للمجلس. وذكرت مصادر ان النقطة الاساسية ليست في استبدال "الاجراءات الضرورية" بكلمة "العواقب" وغيرها، بل تكمن في ما اذا تضمن قرار مجلس الامن "فعل ماض" او "فعل مستقبل"، بمعنى ان المجلس قرر او سيقرر اعطاء صلاحية استخدام القوة ضد العراق. وتابعت المصادر ان باريس لا تريد اعطاء الولاياتالمتحدة "شيكاً مفتوحاً لاعلان الحرب". ولمحت فرنسا الى انها قد تطرح مشروعها للتصويت اذا طُرح المشروع الاميركي بالصيغة الحالية من دون تعديلات. في باريس أ ف ب اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي ان "تدمير النظام العراقي سيضمن ان منطقة الشرق الاوسط ستكون اكثر استقراراً". وتابع خلال اللقاء مع الصحافيين ان "مشكلة العراق تكمن في نظامه، وان تدخلاً اميركياً في هذا البلد سيكون ايجابياً اذ سينبثق منه نظام جديد يدخل الاستقرار الى المنطقة"، مشدداً على انها منقسمة الآن بين "معتدلين والمتمسكين بخط الشر مثل العراقوايران وسورية".