سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شعار "نعم نعم صدام" سيخرج منتصراً كما في المرات السابقة . حزب البعث يأمل في الفوز بنسبة "مئة في المئة" في الاستفتاء غداً على ولاية جديدة للرئيس العراقي
تستعد بغداد، التي تعيش هاجس الضربة الاميركية القريبة المحتملة، للاستفتاء غداً على ولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات للرئيس صدام حسين هو المرشح الوحيد فيه، فيما وضعت السلطات العراقية اللمسات النهائية على الاستعدادات لهذا الاستفتاء الذي يأمل حزب البعث الحاكم الفوز ب "نعم" بنسبة مئة في المئة للرئيس العراقي في مواجهة خطر الهجوم الاميركي لاطاحة حكمه الذي يقبض على الامور في البلاد بيد من حديد منذ 23 عاماً. بغداد - أ ف ب، رويترز - فيما تعيش بغداد هاجس الضربة الاميركية لاطاحة النظام الحالي، وتحت رقابة جنود منتشرين على اسطح البنايات يراقبون المنطقة، نظم حزب البعث الحاكم تجمعات شعبية حول مقر الحزب في الضاحية الشمالية من بغداد لسماع الخطب الرسمية. وتعلو هتافات "نعم نعم صدام" في الشوارع قبيل الاستفتاء غداً على ولاية رئاسية جديدة للرئيس صدام حسين 65 عاماً. لكن ما ان يبدأ المسؤولون خطاباتهم حتى تقاطع النسوة بالغناء والتصفيق، فيما تهتف الجموع الحاضرة: "لا نريد خبزاً ولا ماء ولكن نريد رئيسنا الغالي". وفي حي الاعظمية في بغداد كان محمد فاضل، مسؤول حزب البعث في المنطقة، يعدد مناقب الرئيس العراقي، حين قاطعه بقوله: "بوش بوش اسمع شوي نحب صدام اكثر من كل شي". وبدا بديهياً ان "رفاق" الحزب يعتزمون جعل الاستفتاء صفعة للرئيس جورج بوش الذي يريد اطاحة صدام. وتحض الصحف العراقية الحكومية والتلفزيون والراديو منذ ايام العراقيين على التصويت بنعم، فيما نظم حزب البعث تجمعات في مختلف مناطق بغداد لشرح خطوات التصويت. وتتكرر عمليات التعبئة والشرح هذه في كافة مناطق البلاد في الوقت الذي يجهد فيه حزب البعث من اجل تحقيق هدفه المتمثل بفوز "نعم" بنسبة مئة في المئة. ويحق لنحو 11.5 مليون ناخب التصويت في الاستفتاء للاجابة بنعم او لا على سؤال عن منح فترة ولاية اخرى مدتها سبع سنوات لصدام، وهو المرشح الوحيد في هذا الاستفتاء. ولا تحيط اي شكوك بالنتيجة. فقد اظهرت النتائج الرسمية ان رجل العراق القوي حصل على 99.96 في المئة من الاصوات في استفتاء عام 1995. واكدت واحدة من آلاف اللافتات التي تنتشر في شوارع بغداد الى جانب صورة صدام ان العراقيين "سيتحدون الحصار والعدوان". وقالت لافتة اخرى "نعم وألف نعم لزعيمنا المحبوب صدام حسين". وعين صدام رئيساً عام 1979، وقاد العراق في حربين كبيرتين ونجا من عدة محاولات للاطاحة بحكمه. لكنه ربما يواجه اصعب اختباراته خلال الشهور المقبلة بينما تصر الولاياتالمتحدة على نزع اسلحة العراق المحظورة. وقالت امل العبيدي: "لدينا الحق لنقول نعم او لا لرئيسنا"، مضيفة "لن تفرض اميركا علينا رئيساً كما يريد بوش. لا نريد اي رئيس سوى صدام حسين". يبدو ان شعار "نعم نعم صدام" هو الذي سيخرج منتصراً في هذه التجربة الغريبة تعلوه صورة للرئيس العراقي صدام حسين بكامل اناقته مبتسما فوق اريكة مذهبة.