قالت مصادر رسمية امس ان وزارة الخارجية السورية قدمت امس الى السفير الاميركي في دمشق تيودور قطوف "احتجاجاً رسمياً" تضمن "الاستياء الشديد" من تصريحات لمسؤولين اميركيين حول تعاون روسي - سوري في مجال الابحاث النووية وتجاهلهم للبرنامج النووي الاسرائيلي. وكان وكيل وزارة الخارجية الاميركية جون بولتون قال امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الخميس الماضي: "لا نزال نشعر بقلق بالغ لان البرامج النووية والصاروخية لايران ودول اخرى منها سورية لا تزال تستفيد من التكنولوجيا الروسية"، علماً ان تقريراً ل"وكالة الاستخبارات المركزية" سي آي ايه يعود الى 30 كانون الثاني يناير الماضي اكد ان البرنامج النووي السوري مخصص ل"الأغراض البحثية والمدنية". وكانت هذه المرة الثانية التي يوجه فيها بولتون انتقادات الى دمشق بعدما اشار الى إلحاق سورية ب"محور الشر" الذي أعلنه الرئيس جورج بوش ووضع ايران وكوريا الشمالية فيه. كما ان اعضاء في الكونغرس الاميركي محسوبين على اسرائيل، اشاروا الى وجود مصانع لانتاج الصواريخ في مدينة حلب شمال البلاد، وذلك خلال مناقشتهم مشروع "قانون محاسبة سورية" في 18 الشهر الماضي. ويُخشى ان تكون تصريحات بولتون مؤشراً الى توجهات جديدة لادارة الرئيس بوش لممارسة ضغوط اضافية على سورية وان تكون الهدف الثاني بعد العراق. وأعلنت المصادر الرسمية السورية امس ان الخارجية "استدعت" امس السفير قطوف وطلبت "توضيحاً رسمياً" لاسباب قيام مسؤولين اميركيين ب"الترويج" لوجود تعاون نووي بين دمشق وموسكو. ونقلت المصادر عن المسؤولين السوريين قولهم ان الولاياتالمتحدة "تعلم ان سورية انضمت الى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية عام 1969 والى اتفاق الضمانات الدولية العام 1984 وبأنها تستقبل وفودا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تؤكد تقاريرها ان البرنامج النووي السوري مكرس للاغراض السلمية"، لافتين الى "مبادرة سورية في العام 1987 بالدعوة الى جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من كب اسلحة الدمار الشامل وفي مقدمها الاسلحة النووية باشراف الاممالمتحدة". وفيما يخول اتفاق الضمانات الدولية خبراء الوكالة الدولية للطاقة بالقيام بزيارات مفاجئة لسورية، فإن واشنطن وتل ابيب مارستا ضغوطاً كبيرة على الصين والأرجتتين والاممالمتحدة لمنع دمشق من شراء مفاعل نووي صغير يستخدم للاغراض الطبية والسلمية. واعربت وزارة الخارجية للسفير قطوف عن "الاستياء الشديد للتعاون القائم بين اسرائيل والولاياتالمتحدة في مختلف مجالات التسلح ولسكوت الولاياتالمتحدة عن البرنامج النووي الاسرائيلي سيما وان اسرائيل لا تزال ترفض وضع منشآتها النووية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي البلد الوحيد في المنطقة الذي يملك أسلحة نووية استنادا الى ما جاء في تقارير عدة صادرة في الولاياتالمتحدة".