نيويورك (الأممالمتحدة) - رويترز - أعلنت دار نشر أمس أن المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي سيكشف في مذكراته تفاصيل محادثات مع مسؤولين أميركيين سعوا الى شن الحرب على العراق، والتي كافح بلا طائل لمنعها. وستنشر دار «هنري هولت أند كوز متروبوليتان بوكس» للنشر في خريف عام 2011 مذكرات البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام. وجاء في بيان للدار أن المذكرات ستكون «غنية بالحكايات من قلب المعترك النووي». وأضافت أن البرادعي سيكشف في المذكرات مناقشات منذ ما قبل الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق في آذار (مارس) عام 2003 بين مفتشي الأسلحة النووية التابعين للأمم المتحدة وأعضاء كبار في ادارة الرئيس السابق جورج بوش الابن من بينهم ديك تشيني وبول ولفويتز وكوندوليزا رايس وكولين باول. وظل البرادعي وهو محام وديبلوماسي مصري على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من فيينا مقراً لفترة 12 عاماً بدءاً من عام 1997. ويعتبر البرادعي مرشحاً محتملاً للرئاسة في مصر. وعلى رغم أن الولاياتالمتحدة كانت عاملاً أساسياً في ضمان حصول البرادعي على المنصب إلا أن علاقات واشنطن معه ومع الوكالة توترت قبيل حرب العراق. وكان البرادعي أبلغ مجلس الأمن قبل أسبوعين من الغزو بأنه لم يجد أي أدلة تدعم مزاعم ادارة بوش بأن الرئيس العراقي صدام حسين أحيا برامجه لأسلحة الدمار الشامل. وطلب مزيداً من الوقت لإكمال تحقيقاته. وأبلغ البرادعي المجلس أيضاً أن بعض المعلومات التي قدمتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا لدعم مزاعمهما بأن صدام أحيا برامج الأسلحة النووية التي فككها مفتشو الاممالمتحدة في تسعينات القرن الماضي، استندت الى وثائق زائفة. وبعدما عجزت الولاياتالمتحدة وبريطانيا عن دفع المجلس لتأييد الغزو، تجاهلت الدولتان المخاوف التي أثارها البرادعي وكبير مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة هانس بليكس، ونفذتا الغزو للإطاحة بحكومة صدام حسين. ولم تمض فترة طويلة قبل أن يتضح أن البرادعي كان على صواب، وأن المعلومات الأميركية والبريطانية عن برامج العراق لأسلحة الدمار الشامل كانت خاطئة. وازدادت العلاقات بين الوكالة الدولية وادارة بوش تدهوراً. واتهم جون بولتون وكيل وزيرة الخارجية الأميركية الذي عينه بوش في نهاية الأمر سفيراً لدى الأممالمتحدة البرادعي بالتساهل تجاه ايران وطموحاتها النووية وقاد حملة غير ناجحة لمنعه من شغل منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لفترة ثالثة عام 2005. وأبلغ ديبلوماسيون ومسؤولون في الأممالمتحدة يعرفون البرادعي وكالة «رويترز» بأنه يأمل من خلال مذكراته في تسليط بعض الضوء على صراعاته مع ادارة بوش ومحاولته منع الحرب على العراق التي يعتقد أنها كانت فشلاً ذريعاً. وتقاعد البرادعي من منصبه في الوكالة الدولية في أواخر العام الماضي، وخلفه الياباني يوكيو أمانو.