واخيراً... تحقق حلم الحارس التونسي الشهير شكري الواعر! فهذا الحارس هو الأكثر تتويجاً في تونس مع ناديه الترجي محلياً وقارياً، وهو الذي وقف سداً منيعاً لحماية شباك منتخب بلاده لاكثر من عقد من الزمن، وهو الذي جمع أموالاً كثيرة واستثمرها بذكاء في قطاعات مختلفة عبر المقاهي والمطاعم وايجار السيارات، وهو ايضاً الذي استمتع بمباهج الحياة وفتنتها بزواجه مرتين وقرة عينه ابنته الحبيبة. ومع كل هذا بقيت في قلب الواعر غصة، وفي عقله عقدة لم تنفك إلا بعد توقيعه أخيراً على عقد احترافه مع نادي جنوى الايطالي. فبعد ضغوطات متعددة من مدرب النادي الايطالي "البروفسور" فرانشيسكو سكوليو، مدرب منتخب تونس سابقاً، وافق رئيس نادي الترجي سليم شيبوب على اعطاء الضوء الأخضر لانتقال الواعر "لقد بلغ الواعر 36 عاماً وأراد مغادرة الترجي، ليوفقه الله في مشواره الجديد". ولكن الوجه الآخر في انتقال الحارس الامين نحو الضفة الشمالية، يبدو وكأنه لا يرتقي الى رصيده الثري وسجله الحافل بالانجازات. فقيمة العقد لم تتجاوز في أفضل الأحوال ربع مليون دولار والراتب الشهري يقل عن 10 آلاف دولار، والامتيازات الاضافية هي التي كان يتمتع بها في الترجي بل وربما اقل منها! وعزا المدرب سكوليو انتدابه للواعر بقيمته الثابتة اذ يعتبره من أفضل حراس العالم حالياً، خصوصاً عندما يكون في أوج توهجه، إضافة الى ان حارس جنوى الأول فابريتسيو لورياي يكبر الواعر بسنتين. والأهم من ذلك مراهنة سكوليو على تحقيق حلم اهالي مدينة جنوى بالصعود الى الدوري الممتاز، ويبدو انهم في الطريق الى ذلك لأنهم يتربعون على قمة الدرجة الثانية. وبكل المقاييس يعد نادي جنوى ومدربه أهم المستقطبين للاعبين التوانسة هذا العام، اذ بدأ المشوار باستقدام المدافع خالد بدرة بعد تجربة متواضعة مع دينيزلي التركي، ثم التحق به زميله السابق في الترجي الدولي حسان القابسي ورؤوف بوزيان المغضوب عليه في الأفريقي وعماد المهذبي من النجم الساحلي، وختمه بصفقة شكري الواعر في حين لم يتحقق حلمه باستقدام نجم النجم الساحلي زياد الجزيزي. ويبدو ان "البروفسور" تمكن من الوفاء بوعده السابق الذي اطلقه في تونس بانتداب لاعبين محليين الى الدوري الايطالي بعد التغييرات التي مست رئاسة نادي جنوى وانضمامه هو نفسه الى مجموعة كبار مالكي هذا النادي. وفضلاً عن الصداقة التي تجمعه بهؤلاء اللاعبين، والوفاء لتونس التي ألقت له بحبل النجاة له ودرب منتخبها يوم كان يشكو من البطالة وخسوف الأضواء. ومع ذلك فإن ما يفكر فيه سكوليو يرمي الى أبعد من الصداقة وعربون الوفاء والمحبة لتونس، فاستقدامه لهذا الكم "الكبير" من "الدولتين" التونسيين في عالم كرة القدم الترجي والنجم الساحلي اللذان يمثلان العمود الفقري لمنتخب تونس، وصداقته الحميمة مع شيبوب تبرزان تلك الرغبة الكبيرة في العودة الى تدريب المنتخب قبل مونديال 2002، بعدما ابعد من مهمته سابقاً بطريقة مهينة بعد الهزيمة أمام المنتخب المغربي على رغم انه ساعد بدرجة كبيرة على تأّهل تونس لكأس أمم أفريقيا والمونديال. وإذا كان الحدث الاكبر في الموسم التونسي هو انتقال لاعب الصفاقسي حاتم الطرابلسي الى اياكس امستردام الهولندي في مقابل ثلاثة ملايين دولار، وتقديمه عروضاً كروية متميزة مع ناديه الجديد أثلجت قلوب التوانسة، فإن نجم الاحتراف السابق زبير بية ومحبوب جماهير فرايبورغ الالماني لا يزال يبحث عن توازنه في ناديه الجديد بشتكاش التركي. في حين عادت أسهم لاعب الأفريقي والوحدة الاماراتي حالياً فوزي الرويسي الى الارتفاع بعد سنوات النسيان في غورت فارت الألماني. وباستثناء الطرابلسي الذي فرض اسهمه في عالم الاحتراف، فإن العقد الأخير لكرة القدم التونسية أبرز أهمية الصداقة مع المدربين الأجانب، سكوليو في جنوى الايطالي وجملة اللاعبين التوانسية الذين حملهم معه، ومن قبله قام ايكهارد كروتيزون الذي درب فرايبورغ الالماني لأكثر من 10 سنوات بفتح الطريق للاعبين التوانسة من زبير بية الى عادل السليمي... ولكن اللافت ان جميعهم اقسموا على عدم اللعب في تونس مجدداً!