اكد الرئيس جورج بوش، بعدما حصل على تفويض من الكونغرس لشن حرب على بغداد، ان "ايام العراق كدولة خارجة على القانون باتت معدودة". ويأمل الرئيس الاميركي ان يعطيه تفويض الكونغرس دعماً في المعركة الديبلوماسية التي تخوضها واشنطن في مجلس الامن للحصول على قرار دولي يخوله اعلان الحرب. والى دعم الكونغرس استطاع بوش التأثير في الرأي العام، اذ تظهر استطلاعات الرأي ان غالبية الاميركيين تؤيد شن حرب على بغداد لتغيير النظام العراقي، وان النقاش حول المسألة العراقية ليس له تأثير سلبي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الشهر المقبل. واشنطن، أ ف ب، رويترز، أ ب - قال الرئيس الاميركي في تصريح ادلى به من البيت الابيض ان "مجلس النواب تحدث بوضوح الى العالم والى مجلس الامن الدولي. ومن الضروري مواجهة التهديد المتزايد الذي يطرحه العراق بشكل تام ونهائي. والرسالة التي بعث بها الى النظام العراقي واضحة ايضاً: على العراق ان ينزع سلاحه وان يتقيد بكل قرارات الاممالمتحدة والا سيرغم على ذلك". واضاف بوش "لا خيار آخر ولا يمكن ان تجرى مفاوضات. وايام العراق كدولة خارجة على القانون باتت معدودة". وزاد في تصريحه المقتضب ان "الولاياتالمتحدة تريد ان تجعل العالم يتمتع بمزيد من السلام ومزيد من العدل. ونحن متمسكون بالحرية للجميع. ومتمسكون ايضا بحماية الكرامة الانسانية، والتصويت اليوم هو مرحلة مهمة لتنفيذ هذه الالتزامات". وكان الكونغرس منح بوش بعد عملية تصويت في مجلس الشيوخ ليل الخميس - الجمعة تلت تصويتاً مماثلاً في مجلس النواب، صلاحية واسعة تجيز له استخدام القوة ضد العراق للقضاء على اسلحة الدمار الشامل التي يملكها. واعتمد مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون بغالبية 77 عضوا ومعارضته 23 قرارا يسمح لبوش باستخدام القوة "كما يراه ضروريا ومناسبا للدفاع عن الامن القومي في وجه التهديد المتواصل الذي يشكله العراق ... والعمل لتطبيق كل قرارات مجلس الامن". وكان مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون اعتمد بعد ظهر الخميس قرارا مماثلا بتأييد 296 عضوا ومعارضة 133. ومن اصل 50 عضوا ديموقراطيا في مجلس الشيوخ ايد 29 القرار وعارضه 22 بينهم عضو مستقل صوت الى جانبهم في حين ان عضوا واحدا من اصل 49 عضوا جمهوريا في المجلس صوت ضد القرار وهو لينكولن شافي رود ايلاند. ورحب بوش بقرار مجلس الشيوخ قائلا "مع تصويت مجلس الشيوخ باتت الولاياتالمتحدة تتحدث بصوت واحد". وجاء في بيان صادر عن البيت الابيض "عبر الكونغرس بوضوح الى المجتمع الدولي ومجلس الامن ان الرئيس العراقي صدام حسين ونظامه الخارج على القانون يشكلان تهديدا كبيرا للمنطقة والعالم والولاياتالمتحدة" مضيفا ان "عدم التحرك ليس خيارا وان نزع اسلحة العراق امر ضروري للغاية". ومن شأن الوحدة الوطنية التي عكسها تصويت الكونغرس ان تمنح الرئيس الاميركي مزيدا من الدعم للضغط على اعضاء مجلس الامن المترددين باصدار قرار جديد ضد العراق. ويبدو ان المقاربة المتعددة الجوانب التي وافقت الادارة الاميركية على اتباعها قدر الامكان قبل اللجوء الى القوة اقنعت الكثير من الاعضاء الديموقراطيين القلقين من عواقب حملة عسكرية احادية الجانب ووقائية تحبذها ادارة بوش. وشددت الديموقراطية ماريا كانتويل عضو مجلس الشيوخ عن ولاية واشنطن شمال غرب التي ايدت القرار على ان "اللجوء الى القوة يجب ان يبقى الخيار الاخير" معربة عن "الامل في ان تتوج الجهود الدولية بالنجاح". وبين معارضي القرار اعتبرت باربرا ميكولسكي ميريلاند ان "التصويت تأييدا لقرار بوش سيؤدي لا محال الى تردد المجتمع الدولي في دعم الولاياتالمتحدة لان القرار يعني ان الرئيس اختار من الان ومهما حصل التحرك من طرف واحد". اما السيناتور الجمهوري روبرت سميث نيو هامبشير فاعتبر "ان اللجوء الى القوة من جانب واحد هو الطريقة الوحيدة لمواجهة التهديد المتزايد الذي تشكله اسلحة الدمار الشامل العراقية فالمهمة كبيرة الى حد لا يمكن الاتكال فيه على الاممالمتحدة ومفتشيها لمواجهته". من جهة اخرى وافق مجلس النواب الاميركي الخميس على زيادة موازنة الدفاع بأكثر من 10 في المئة لتصل الى 1،355 بليون دولار للسنة المالية 2003. وأقر المشروع بتأييد 409 اعضاء ومعارضة 14. ولا يزال المشروع يحتاج الى تصويت في مجلس الشيوخ. الى ذلك اظهر استطلاع للرأي نشر الخميس ان معظم الاميركيين يؤيدون بوش في ان بغداد قد تمتلك قريباً اسلحة نووية وان افضل طريقة لتفادي هذا التهديد هو اطاحة النظام العراقي. واظهر الاستطلاع الذي اجراه مركز "بيو" وهو مؤسسة مستقلة ان النقاش الدائر حول ازمة العراق ليس له اثر يذكر في معركة انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الخامس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقال 86 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع انهم يعتقدون بأن صدام يمتلك او يقترب من امتلاك اسلحة نووية وقال 66 في المئة انه ضالع في هجمات 11 ايلول سبتمبر.