يوم السبت 13 نيسان ابريل نشرت "الحياة" قصيدة للسفير السعودي لدى بريطانيا غازي القصيبي في رثاء الفدائية الفلسطينية آيات الأخرس، وبعد وقت قصير من نشر القصيدة قال ناطق باسم الخارجية البريطانية: "نعتقد أن العمليات الانتحارية تشكل نوعاً من الإرهاب، وننوي في الوقت المناسب عرض وجهة نظرنا أمام السفير السعودي، وهذا ليس مأخذاً أو تأنيباً، سنقول ما نفكر به، ولا ننوي الذهاب أبعد من ذلك". وأواخر الشهر الماضي صدر مرسوم ملكي بتعيين القصيبي وزيراً للمياه، وغادر الدكتور غازي لندن إلى ماربيا لأداء القسم أمام خادم الحرمين الشريفين، وتوجه إلى الرياض لترتيب إجراءات تسلمه مهمات منصبه الجديد، ففسر بعضهم مغادرة القصيبي لندن بهذه السرعة بأنها إبعاد تم بضغوط أميركية على كل من لندنوالرياض، لإرضاء إسرائيل والجالية اليهودية في بريطانيا. غازي القصيبي وصل إلى لندن أمس وسيلبي دعوة من الأمير تشارلز، ويحضر عدداً من حفلات التكريم لمناسبة انتهاء فترة عمله سفيراً لدى بريطانيا. ووزارة المياه التي تولاها السفير السابق استحدثت قبل فترة طويلة، وهي جزء من خطة تنفذ منذ مطلع هذه السنة وتشمل دمج وزارات واستحداث أخرى. وبريطانيا لم تعلن رفضها للقصيبي وأكدت بعد نشر القصيدة أنها لن تذهب أبعد من شرح وجهة نظرها، ولو افترضنا أن إبعاد القصيبي حقيقي، فإن تنفيذه بطريقة سرية لا يخدم بريطانيا إذا كان هدفها إرضاء إسرائيل والجالية اليهودية. التفسيرات التآمرية التي صاحبت سفر القصيبي وتعيينه وزيراً في بلاده أمر طبيعي، بعد الضجة التي أحدثتها القصيدة والتظاهرات التي خرجت في لندن تندد بالسفير. لكن الحقيقة أن القصيبي لم يبعد والعلاقات السعودية - البريطانية في أحسن حالاتها، والدليل أن الرياض في صدد تسمية الأمير تركي الفيصل سفيراً لها لدى بريطانيا خلفاً للقصيبي، وتعيين الأمير تركي لم يتم صدفة، ما يعني أن ما قيل حول إبعاد القصيبي غير حقيقي، والذين يفهمون دلالات تعيين الأمير تركي الفيصل يدركون ذلك.