دخل نحو ثمانين من رجال الأعمال السعوديين أمس الى العراق، وعبروا منفذ "جديدة عرعر" الحدودي متوجهين في حافلات إلى العاصمة العراقية التي تبعد 340 كيلومتراً عن الحدود، وذلك للمشاركة اليوم في إفتتاح معرض بغداد الدولي الذي تتمثل فيه 42 شركة سعودية. ويأمل رجال الأعمال السعوديون المهتمون بالتجارة مع العراق بأن يكون عبورهم إلى بغداد عبر "جديدة عرعر" تكريساً لفتح هذا المعبر لتصدير منتجاتهم مباشرة إلى العراق. وصرح مدير جمارك منفذ "جديدة عرعر" عيسى القضيبي بأن المركز جاهز ومتكامل لعبور البضائع والمسافرين من السعودية الى العراق وبقي على الجانب الآخر أن يكون جاهزاً بدوره لإستقبال الصادرات والمسافرين من السعودية. وأوضحت مصادر ديبلوماسية أن الامر يتطلب موافقة لجنة الأممالمتحدة الخاصة بمراقبة برنامج النفط مقابل الغذاء على ذلك. وينظر المصدرون السعوديون بإهتمام شديد إلى فتح منفذ "جديدة عرعر". وذكر الدكتور عبدالرحمن الزامل، مدير مركز تنمية الصادرات السعودية الذي يرأس الوفد السعودي التجاري الى العراق، أن "فتح المعبر سيؤدي إلى خفض كلفة الشحن وزيادة حصة الصادرات السعودية في السوق العراقية الواعدة". يذكر أن حجم الصادرات السعودية الى العراق بلغ خلال الاربع السنوات الأربع الماضية نحو 3.1 بليون ريال 830 مليون دولار، وكانت تمرّ عبر الاردن. ودعا الدكتور الزامل في تصريح الى "الحياة" إلى توقيع اتفاقية للتجارة الحرة بين المملكة والعراق "مماثلة لتلك الإتفاقية التي أبرمها العراق مع تسع" من الدول الخليجية والعربية. وقال ان اتفاقية كهذه ستساهم في تحرير الصادرات السعودية للعراق والمتجهة الى القطاع الخاص من الرسوم الجمركية التي تبلغ حالياً 30 في المئة". ويلاحظ أن السلطات السعودية الرسمية لم تعط أبعاداً سياسية لزيارة الوفد السعودي للعراق، ولكن رئيس مركز تنمية الصادرات السعوديه أعرب عن أمله في أن يؤدي تنامي العلاقات التجارية والإقتصادية إلى عودة العلاقات المقطوعة بين الرياضوبغداد منذ حرب الخليج عام 1991. ومعلوم أن هذا المركز التابع لمجلس الغرف السعودية هو الذي نظم زيارة الوفد السعودي للعراق واستأجر طائرة خاصة نقلت الوفد من الرياض إلى مدينة عرعر التي تبعد 60 كيلومتراً عن الحدود مع العراق.