يلتقي ظهر اليوم رئيسا المجلس النيابي اللبناني نبيه بري والحكومة رفيق الحريري بدعوة من صديق مشترك في خطوة تعكس جو الانفراج السياسي والشخصي بينهما بعد التوترات التي خلفتها الدفعة الأولى من التعيينات الإدارية وما تبعها من سجال. وتوافق بري والحريري بحسب معلومات "الحياة" بالواسطة على اسم الصديق المشترك الذي سيرعى لقاء المصالحة بينهما، الذي يتخلله طبعاً، بعض العتاب، على خلفية ما قاله الأول في مؤتمره الصحافي. على رغم ان الثاني تلقى بارتياح ما نقل عن رئيس المجلس بأنه لا يقبل ان يسيء احد الى الحريري، وأنه مدرك ان هناك الكثير من العمل المشترك الذي ينتظرهما لمواجهة مشكلات البلاد وأنه يرحب بالاجتماع به. وقال الحريري ل"الحياة" انه لا يمكن التعاطي إلا بإيجابية مع الكلام المنسوب الى بري، الذي يفتح صفحة جديدة للتعامل بطريقة مختلفة، وأنه ليس في حاجة الى واسطة للقاء رئيس المجلس، مؤكداً انه كان يلتقيه باستمرار وأحياناً مع الصديق المشترك. "ولولا الكلام الذي قاله في مؤتمره الصحافي لكنا في غنى عما تناولته وسائل الإعلام عن الخلاف بيننا". وتابع: "كنا نتفق احياناً ونختلف احياناً اخرى، لكن الأمور بيننا لم تصل الى ما وصلت إليه في الأيام الأخيرة، ونحن على تعاون دائم لمصلحة البلد". وتوقع الحريري ان يحسم مجلس الوزراء في جلسته اليوم تعيين خلف للمدير العام للضمان الاجتماعي خليل ماجد، مشيراً "الى ضرورة حسم المسألة لقطع الطريق على المراجعات القانونية للتثبت من قانونية التمديد له"، لافتاً الى أنه لم يدخل طرفاً في السجال على هذا الأمر لأن الإسراع في التعيين يقفل الملف الذي كان احد مواضيع الخلاف. ولم يستبعد امكان إصدار الدفعة الثانية من التعيينات "في حال وجدنا انها جاهزة"، مؤكداً ان هذا يسهم في تنفيس الاحتقان السياسي ويعزز مناخ التعاون بين السلطتين والتشريعية والتنفيذية. ودعا الى "تغليب الحوار لمصلحة التعاون بين المؤسسات نظراً الى اننا نواجه استحقاقات استضافة لبنان القمة العربية والتوقيع قريباً غداً الخميس على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وإقرار الموازنة للعام الحالي، والتحضير لعقد مؤتمر باريس-2". ولفت الى تعاون الحكومة في استمرار مع المجلس النيابي للتصديق على مشاريع القوانين. ولم تكن القيادة السورية بعيدة من ترتيب لقاء بري - الحريري، اذ حثت على ضرورة انهاء المشكلة التي بدأت بالخلاف على تعيين موظف. وعلمت "الحياة" من مصادر وزارية ان رئيس الجمهورية اميل لحود تابع عن كثب الاتصالات المكوكية التي تولاها عدد من الوزراء بين بري والحريري وهو في الصورة من خلال مواكبة احد المسؤولين المقربين منه لتفاصيلها. وأكدت المصادر ان "لحود سيكون اول من يرحب بتفاهمهما فليس هناك من يتحمل مسؤولية التعقيد والجميع يعرف الدور الذي لعبته دمشق لإيجاد المناخ الذي يساعد على التفاهم". وكشفت المصادر ل"الحياة" ان "الوسطاء" الذين تنقلوا على مدى اسبوع بين رئيسي المجلس والحكومة، عملوا على ترميم العلاقة الشخصية، وإعداد جدول اعمال بالنقاط العالقة بينهما، ليشكل اللقاء خطوة على طريق التفاهم عليها.