أول الكلام: للشاعرة الفلسطينية الكبيرة/ فدوى طوقان: - أعطِنا أجنحة نفتحْ بها أفق الصعود ننطلق من كهفنا المحصور من عزلة جدران الحديد! أعطنا نوراً يشقُّ الظلمات المدلهمّة وعلى دفق سناه ندفع الخطو الى ذروة قمة نجتني منها انتصارات الحياة!! أشتاق الى الانسلاخ عن هذا العالم الذي صار بشعاً!! أسعى الى الابتعاد عن تقهقراته/ إنسانياً ... والركض بعيداً بعيداً جداً الى عالم آخر، وإلى خَلْق آخرين ... بعيداً عن هذا "الموت المخصوص" الذي صارت القوة تُصنّعه بالمقاس، وبالمكان، وبالتوقيت ... مفصّلاً على شعوب محددة في زمن إغماءة حقوق الإنسان وتفشّي العنصرية ... ولا قيمة للإنسان في تصنيع القوة لهكذا موت، بل القيمة كلها جُيّرت للقوة العمياء الباطشة، وللمصلحة الخاصة!! هذا العالم الجديد المتكبر على: المنطق، والحق، والعدل ... صار يفسّر الإرهاب بمعانٍ تتفق وحجم القوة المهيمنة، وتلك الأطماع البشعة في السيطرة على شعوب ما زال الفرد فيها يقف أمام "الكاميرا" بأحجام وزوايا وأبعاد مختلفة!! وهكذا سقط "التقييم" للإنسان في منظومة!: الغنى والفقر، والقدرة على ابتكار فساد حضاري وإدارته ... وأودع أكثر المؤسسات الإنسانية في الظل، وأفسح المجال لمؤسسات تكرّس: الإعاقة للعدل، والعمى للحقيقة، والتسطيح للحرية!! وإذا نحن أمعنّا التلفت ... فلا بد ان نكتشف حقيقة اكثر بشاعة وجرحاً، تقول: - إن هناك "أنظمة" أجادت لعبة القمار بالوطن، والقمار بالإنسان وقيمته وقيَمه! حقاً ... أصبح الضمير في أرجاء هذا العالم الحديث: أقلية، أو هو هذا الضمير المنبوذ، أو لعله "الضمير" الذي ينبعث: صدفة! ولقد استبدلت حكومات القوة: الضمير، والحق، والعدل ... فصارت تتعامل بالظلم، وبالتزوير، وبالبلطجة!! وبذلك تمّت سرقة هذه المثل والقيم والمبادئ ... والسارق الأساسي هي: القوة الباطشة المتسلطة، أو هذا الاستعمار الجديد! فهل دخلنا عصر الحروب، أو العصر الحربي الذي اتهم فيه مفكر غربي هو/ صامويل هانتنغتون: كل المسلمين مدعياً عليهم بأنهم من يثير الحروب بينهم وبين الآخرين؟ إن "الحرب" اليوم: تبدو شراستها أعظم وأوسع، لأنها لن تقتصر على الأسلحة الفتاكة والأحداث، بل تعتمد أيضاً على إعلام حاقد وعنصري صهيوني: يستهدف تحطيم المسلمين، ودينهم، وقيَمهم، وحقوقهم المشروعة!!