خطت الكويت خطوات سريعة في المجال السياحي لاستقطاب السياح الخليجيين والأجانب، إذ تحالفت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية واتحاد الفنادق الكويتية وشركة المشروعات السياحية وأسست الشركة الكويتية للخدمات. وتوقع مهتمون بالشأن السياحي أن تشهد السوق السياحية العالمية تغيراً في المقاصد السياحية من بعض الدول الى دول أخرى. وقال أحدهم ل"الحياة" ان البنية العربية والخليجية مرشحة للنمو، خصوصاً في المناسبات والفرص والأعياد في ظل ظهور نتائج ايجابية على صعيد اشغال الفنادق وارتفاع معدلات حجز تذاكر الطيران. وكانت الكويت شهدت أخيراً انتعاشاً لافتاً، إذ تقاطر سياح من عدد من الدول الخليجية والعربية ووفود سياحية وتروج للسياحة البينية "إذ ان الكويت تمثل موقعاً مهماً للسياحة ومصدرة للسياح". وفيما أبدت الجهات الرسمية الكويتية تفهماً لهذه المعطيات، قدمت وزارة الداخلية الكويتية بالتعاون مع الخطوط الجوية الكويتية تسهيلات تمكن السائح في أي مكان من العالم من الحصول على تأشيرة السياحة وزيارة الكويت خلال ساعات من طريق أي محطة كويتية في الخارج. ودخلت وزارة التجارة والصناعة الكويتية على خط الرقابة على التنزيلات وعروض اسعار الشركات بهدف اعطاء التخفيضات حماية كافية تصب في النهاية في مصلحة المستهلك. وبدأت الشركات التجارية تطرح عروضاً مغرية وتقدم حسومات في الأسعار تتراوح ما بين 25 و75 في المئة على البضائع، وبدأت المجمعات التجارية في عدد من المناطق الكويتية الأكثر حركة السالمية حولي والعاصمة تغص بالزوار المحليين والخليجيين في محاولة لجذبهم طوال ايام السنة ما ينعكس ايجاباً على حركة البيع والشراء. ويستفيد السياح الخليجيون من هذه العروض وكذلك المقيمون العرب والأجانب الذين يقتنصون فرص الشراء بأسعار مغرية. وتأتي الفنادق والمواقع الترفيهية ومراكز التسوق والمتاحف وبيت السدو والمركز العلمي في مقدم اهتمامات السياح والزوار الذين يقصدون الكويت. وعلى صعيد السياحة الخليجية استطاعت دول الخليج العربية ان تحقق تقدماً ملحوظاً ونمواً في معدلات السياحة البينية لأنها بدأت في السنوات الأخيرة تدرك أهمية السياحة كمورد من موارد الدخل ورافد من الروافد الاقتصادية المهمة فاتجهت في شكل عام الى تدعيم بنيتها التحتية بالعناصر اللازمة لمصلحة هذا التوجه. وأنشأت لذلك الكثير من الفنادق الحديثة ومن مختلف الدرجات كما حققت نمواً واضحاً في وسائل الاتصال والمواصلات إضافة الى الخدمات المصرفية المختلفة ووسائل النقل المتطورة ومراكز التسوق والمنتجات والمرافق الصحية وغيرها حتى تكون السياحة في هذه الدول منوعة ولا تقتصر على نوع واحد، متجاوزة ما يقال من أن الطبيعة تشكل حاجزاً أمام هذه الدول لتصبح دولاً سياحية. ودخلت دول الخليج في حال جديدة من الانتعاش السياحي البيني، واستطاعت أن توفر منتجات سياحية تناسبها. فإضافة الى السياحة الدينية التي تشتهر فيها المملكة العربية السعودية والمتمثلة في الحج والعمرة وزيارة الأماكن المقدسة، نجحت دول اخرى في الوصول الى السياحة الرياضية والصحراوية وسياحة المؤتمرات والندوات وغيرها ما جعلها مقصداً سياحياً. ومن بين الأمور التي عززت هذا الجانب التحالف بين شركات الطيران والفنادق وقطاعات تجارية اخرى ذات صلة بالموضوع الذي أسهم في تقديم عروض مغرية للسياح من الخليج وبقية دول العامل وخصوصاً العروض المتصلة بالمناسبات والأعياد التي تزامنت مع الجولات على عواصم عدة في المنطقة بهدف عرض الأسعار الجديدة للنقل الجوي والاقامة والجولات السياحية التي وصلت الى النصف أو أكثر مقارنة بالفترات السابقة، الأمر الذي شجع السفر الى دول تتشابه في العادات والتقاليد والموروث الاجتماعي والتاريخي. وتذكر الاحصاءات أن أرقام الزوار بين دول الخليج ارتفعت في السنوات الأخيرة خصوصاً بعد أن أسست غالبيتها ادارات وهيئات خاصة بالسياحة تضع الاستراتيجيات اللازمة لحاضر هذا القطاع المهم ومستقبله وهو الذي اصبح صناعة عالمية تأثرت بلا شك بالأحداث الأخيرة في الولايات الاميركية وأدت الى تراجع الحركة السياحية الى أميركا والدول الأوروبية لمصلحة الدول الخليجية والعربية.