إن المقاومة باللاعنف هي سلاح فاعل ولا يمكن العدو مقاومته، ولا حيلة له قبله. ويبدو أنه قد آن الأوان لتطوير الانتفاضة إلى الأفضل والأكثر فاعلية والأقل شراً. إن المقاومة بالعنف سواء بالرمي بالنار، أو بالتدمير والتقتيل بالمتفجرات، الأمر الذي يحبذه ويجمع عليه كل الفلسطينيين وكل العرب وكل المسلمين، ويعتبرونه جهاداً في سبيل الله، يعتبره اليهود "إرهاباً". ويقابلونه بالحصار والتجويع والتصفية الجسدية لرموز المقاومة. هذا العنف والعنف المضاد هو في حقيقته تقتيل وتدمير وتخريب لكل الأطراف. الأمر الذي يراه كل المراقبين المحايدين من أكثر الأمور شراً. ولو أن العنف الأول توقف لما وجد مبرر للعنف المقابل. إن البديل الإنساني لكل هذا العنف هو اللاعنف، ولكل هذه المقاومة الإيجابية هو المقاومة السلبية، أي التظاهر السلمي، وإظهار المشاعر من دون أي عنف. وهو الأمر الذي ابتدعه المهاتما غاندي، واستخدمه في تحرير الهند من الإنكليز. ويمكن استخدامه في تحرير فلسطين من العدو الإسرائيلي. العقلاء من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية "زهقوا" من المقاومة بالعنف، ويرحبون بالمقاومة باللاعنف. إن التظاهر السلمي هو الحل وهو المنقذ. إنه العودة إلى أطفال الحجارة. إن تحويل الانتفاضة من العنف إلى اللاعنف هو الحل. إن الهدف الأول من الانتفاضة هو كسب الرأي العام العالمي لكي ينضم إلينا، وبالتالي يضغط على إسرائيل لإعطائنا حقوقنا. والعنف يؤدي إلى العكس، إلى خسارتنا للرأي العام العالمي فيقف ضدنا لا معنا، وفوق هذا الضغط غير المباشر فإنه سيؤدي إلى الضغط المباشر على إسرائيل. وسوف يبين للشعب الإسرائيلي نفسه مدى ظلمه للفلسطينيين. وبذلك سوف يتعاطف معنا معظم الإسرائيليين، وهم الذين يسمونهم "الحمائم" بدلاً من كراهيتم الحالية لنا. الزقازيق مصر - مهندس أمين محمود العقاد