قرر الاتحاد الاوروبي معاودة دعمه التنموي للسودان بعد توقف استمر 11 عاما، وتطبيع علاقاته مع الخرطوم تدريجاً، على نحو "يكون مرهونا بالتقدم الملموس في الحوار السياسي من جانب السودان" في قضايا حقوق الانسان والديموقراطية وحكم القانون والسلام. ونقل المبعوث الاوروبي جواوا داورتي رسالة الى الرئيس عمر البشير من عضو المفوضية الاوروبية بول نيلسون، اعتبرها اخطارا رسميا ببدء اعداد برامج وفقا لاتفاق الشراكة بين الاتحاد الاوروبي ودول منطقة افريقيا-الكاريبي-المحيط الهادىء في كوتونو بنين في 23 حزيران يونيو 2000 الذي يتيح لهذه الدول تسلم المساعدة الاوروبية. وكانت المفوضية الاوروبية علقت المساعدة الرسمية للتنمية في السودان في العام 1990 بعد تولي البشير السلطة في انقلاب عسكري. وقال داورتي ان الاتحاد الاوروبي سيواصل حواره السياسي مع السودان، مشيرا الى "معوقات تقف في طريق الوصول الى اهداف الحوار الاساسية". وبعد اللقاء، صرح وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية شول دينغ للصحافيين بان السودان يستطيع في الوقت الراهن استعادة متأخرات تبلغ 155 مليون يورو نحو 133 مليون دولار من المساعدة المالية بموجب اتفاق كوتونو. واعتبر دينغ ان استئناف المساعدة ناجم عن الحوار بين الاتحاد الاوروبي والسودان ورفع العقوبات الدولية عن الخرطوم في ايلول سبتمبر الماضي و "سياسة الانفتاح التي اعتمدها السودان اخيرا". الاستفتاء من جهة أخرى أ ف ب، أفادت صحيفة "الرأي العام" السودانية امس ان مجلسا من ممثلي الحكومة ومتمردين سابقين مهمته الاشراف على المناطق التي تمزقها الحرب في الجنوب قرر ارجاء استفتاء على تقرير مصير المنطقة الى العام 2004. واضافت ان مجلس التنسيق في جنوب السودان تنبى اقتراحا بتمديد فترة انتقالية مدتها اربع سنوات تنتهي في اذار مارس المقبل عامين اخرين ما يؤدي الى تاجيل الاستفتاء الى الثامن من اذار مارس 2004 بدلا من السنة الجارية. ونقلت الصحيفة عن رئيس المجلس غالواك دينغ قوله ان الاقتراح يتطابق مع مرسوم جمهوري ينص على اطالة الفترة الانتقالية او تقصيرها تبعا للظروف". وكانت الحكومة وقعت في العام 1997 اتفاقا مع سبعة من فصائل المتمردين ادى الى تاسيس المجلس في اذار مارس 1998 على ان يجري الاستفتاء بعد اربعة اعوام. ويعتبر القائد رياك مشار من ابرز الموقعين على الاتفاق الا انه انسحب منه متهما الخرطوم بالتنصل من وعودها وانضم الى "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق.