إن من مقومات نجاح أي شركة، بل ومن أهمها هو اختيار القيادة في القطاع الخاص. وأعني بالقيادة هنا ليس من هم على قمة الهرم الإداري فحسب، بل الذين يتقلدون مستويات قيادية عليا كذلك. فكل من يملك قراراً أو مقومات القرار يطبق عليه مصطلح القياديين. ان القياديين في القطاع الخاص او ما يسمونهم بالمدراء - وهذا مصطلح خاطئ من وجهة نظري - هم حجر الزاوية في المنشآت الخاصة، بل هم القاسم المشترك لكل نجاح. وعلينا ان نتلمس الفرق بين القائد والمدير. وأقول، من وجهة نظر خاصة، ان القائد هو من يرسم الاستراتيجيات، ويحدد الأهداف، بينما المدير هو من يدير ويتابع وينظم ذلك الفريق للوصول لتلك الأهداف والاستراتيجيات. أي ان القائد هو من يحدد الرحلة وإلى أين ومتى نذهب، وما هي الفرص والعوائق المستقبلية لتلك الرحلة، بينما المدير هو من يقود تلك الرحلة لشاطئ النجاة. ان الاختيار في القطاع الخاص، من واقع تجربة عملية، يقوم على أبجديات إدارية هزيلة. ومن تلك الأبجديات النظر الى السيرة الذاتية، والاكتفاء بالمقابلة الشخصية التي أرى انها لا تحدد اكثر من خمسة الى عشرة في المئة من النتائج الصائبة. ففي النظر الى الدول المتقدمة التي استفادت من علم الإدارة الحديث، ومنها اليابان، يمر الشخص المتقدم بمراحل كثيرة لدراسة شخصيته ومقوماته القيادية، من الناحية النفسية والعلمية. ومن الظلم بمكان وضع الشخص واختياره بناء على تحصيله العلمي، او حتى خبراته من دون تقويم ذلك الشخص، وتحديد موضعه بشكل سليم وعلمي انطلاقاً من القاعدة الادارية "وضع الشخص المناسب في المكان المناسب". فمن يكون ناجحاً في التفاوض ليس بالضرورة ناجحاً في التسويق، ومن هو ناجح في البيع ليس بالضرورة ناجحاً في العلاقات العامة. خالد بن محمد الخضر عضو الجمعية السعودية للإدارة