من الأخطاء الشائعة عن القيادة وأسباب ندرتها هو الاعتقاد أن القائد يولد بصفات قيادية، والحقيقة أن القيادة مهارة يمكن تعلمها وتطويرها بالتأمل والممارسة والقراءة، القيادة مجموعة خصال قابلة للتعليم والتعلم، ومن أهمها الاستقامة المطلقة؛ والتي تعني الصدق والأمانة والعدل بين المرؤوسين.. جميع دول العالم تفتقر إلى القادة المتميزين، ليس قادة الصف الأول فقط، لكن قادة ومديري الصف الثاني والثالث، بل إنه حين يوجد قائد متميز يتم استقطابه وتوظيفه برواتب عالية وميزات كثيرة، وقد جربت القيادة قرابة أربعين عاماً من العمل العسكري معظمها في مجال القيادة بدايتها رقيب الطلبة في كلية الملك فيصل الجوية وآخرها قائداً لنفس الكلية، وما بينهما قيادة أسراب وقاعدة جوية، وأخذت دورات في القيادة داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى قراءة سير القادة الناجحين من العسكريين والسياسيين ومعايشة القادة أثناء عملي في القوات الجوية، وأثناء حرب تحرير الكويت آمنت خلالها أن القيادة هي السهل الممتنع وأنه باستطاعة كل إنسان أن يحسن من قدراته القيادية بالتدريب والمحاكاة والاستفادة من القادة على رأس العمل، وقد مرّ علي أثناء خدمتي قادة ناجحون وغير ناجحين، وقد استفدت من كلا النموذجين، فغير الناجحين يعطون مثالاً حياً لأخطاء القائد ولما يجب أن نتفاداه حين نصبح قادة، بينما يعطي القادة الناجحون مثالاَ يحتذى لما يجب أن نكون عليه حين تتاح لنا فرصة القيادة، وللأسف فإن الكثير من المرؤوسين لا يلتفتون لهذه النماذج ولا يستفيدون من هذه الأمثلة الحية، وحين يصبحون قادة يكررون نفس الأخطاء رغم أضرارها الكارثية على الوحدة أو المؤسسة، ولكل قائد ميزاته وعيوبه، لكن أفضل القادة على مرّ التاريخ هو من يتعلم من أخطاء الآخرين ويسجلها ويفكر فيها وفي أسباب وجودها، ثم يستثمر كل من حوله من طاقات بشرية بتخصصات مختلفة لإنجاح المهمة المكلف بها. أسوأ القادة هم من يفتقدون إلى الحماس في أداء أعمالهم ويتم اختيارهم على أساس الأقدمية فقط دون النظر إلى المهارات القيادية والمهنية المطلوبة لكل وظيفة قيادية، وكان بوسعهم أن يصبحوا قادة متميزين، لكنهم لم يتوصلوا إلى السبيل إلى ذلك، وبعضهم فهم القيادة بشكل خاطئ أو أنهم اتخذوا طريقة من سبقهم من القادة حتى وإن لم يحظوا بتأييد مرؤسيهم، ولم ينجزوا المهمة على الوجه المطلوب، لكنه النموذج الوحيد الذي أتيح لهم واقتدوا به. من أكثر أخطاء القادة هو حين يظن القائد أن القيادة هي الصرامة والتحكم في الناس وغياب الذكاء العاطفي الذي يعد من أهم أسباب نجاح القائد، والعزوف عن المشاركة في الأنشطة التي تشكل الأساس للجاهزية في وحداتهم أو مؤسساتهم، بعضهم يغرق في روتينه اليومي واجتماعاته المطولة لكنه ينسى الأساس الذي من أجله أنشئت الوحدة أو المؤسسة، والمهمة التي بسببها خصصت الميزانيات الكبيرة. ومن الأخطاء الشائعة عن القيادة وأسباب ندرتها هو الاعتقاد أن القائد يولد بصفات قيادية، والحقيقة أن القيادة مهارة يمكن تعلمها وتطويرها بالتأمل والممارسة والقراءة، القيادة مجموعة خصال قابلة للتعليم والتعلم ومن أهمها الاستقامة المطلقة؛ والتي تعني الصدق والأمانة والعدل بين المرؤوسين، فمن لا يتحلى بالاستقامة لن يكون قائداً جيداً وناجحاً. القيادة تشكل الحد الفاصل بين النجاح والفشل، بين تحقيق المهمة والأهداف أو عدم تحقيقها، والكثير من الوحدات والشركات حققت نجاحات باهرة أو فشلاَ وانهياراَ بسبب قادتها، ذلك أن القائد يؤثر بشكل مباشر على أداء الأفراد وروحهم المعنوية وقدرتهم على العمل بروح الفريق، ومهما كانت الرؤية أو الأهداف أو الاستراتيجيات مهمة ومطلوبة إلا أن أكثر العوامل تأثيراً هي القيادة، فبدونها لن تتحقق معظم الأهداف. المملكة وضعت رؤية 2030 ووضعت برنامجاً طموحاً للتحول ووضعت أهدافاً كثيرة لتحقيق الرؤية، وهذه بحاجة إلى قادة ومديرين في كل مرافق الدولة، ليس في القطاع العام فقط، لكن بالقطاع الخاص وفي قطاع المجتمع المدني وهذا يتطلب وجود برنامج وطني لتخريج القادة يبدأ بتعديل المناهج وتطوير التعليم بشكل عام بحيث تعطى الفرصة للطلبةلممارسة القيادة والانخراط في أنشطة كشفية ورياضية تتيح لهم ممارسة القيادة والانضباط، ويتم من خلالها اختيار المتميزين منهم حسب قدراتهم وميولهم ثم متابعتهم في مختلف مراحل تعليمهم وحياتهم العملية. المملكة بحاجة إلى جهود معهد الإدارة والجامعات من أجل اختيار وتدريب قادة المستقبل وإجراء البحوث المتعلقة بذلك، وتأسيس أكاديمية تخرج القادة على مستوى الوطن ويلتحق بها من يتم اختيارهم لتولي مناصب قيادية على غرار ما هو موجود في الدول المتقدمة. Your browser does not support the video tag.