لندن - أ ب - نشر عبدالباسط المقرحي، المدان الوحيد في قضية تفجير طائرة «بان أميركان» فوق لوكربي عام 1988، ملف الدفاع عنه على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت)، قائلاً إنه يأمل بأن يُقنع الناس بأنه لم تكن له علاقة بالهجوم الإرهابي الذي أوقع 270 قتيلاً. وقال المقرحي إن الوثائق القضائية المؤلفة من 353 صفحة هي جزء من الاستئناف ضد الحكم بإدانته والذي تخلّى عنه قبل قليل من الإفراج عنه من سجنه في اسكتلندا. وقال إن الوثائق موجّهة خصوصاً إلى الاسكتلنديين وعائلات ضحايا تفجير الطائرة فوق لوكربي. وقُتل 259 شخصاً في الطائرة (معظمهم أميركيون) و11 شخصاً على الأرض في لوكربي حيث سقطت الطائرة خلال عبورها الأجواء الاسكتلندية في 21 كانون الأول (ديسمبر) 1988. وقال المقرحي في بيان: «سأقوم بكل ما يمكنني كي أقنع الرأي العام، خصوصاً الجمهور الاسكتلندي، ببراءتي». وتابع الليبي الذي يعاني من مرحلة متقدمة من سرطان البروستاتا: «آمل في أن يساعد (نشر الوثائق) في تفهّم قضيتي، خصوصاً لدى أولئك الذين تأثروا جداً» في قضية لوكربي. حرمان المقرحي من تبرئة نفسه وجادل محامو المقرحي في اسكتلندا بأن موكلهم كان ضحية خطأ في الحكم عندما دين بتفجير الطائرة عام 2001، وهم نجحوا في استئناف قدّموه في 2007 لمراجعة الحكم وتحديد هل كانت الإدانة صحيحة أم لا. وبدأ النظر في الاستئناف في نيسان (أبريل) الماضي، لكن المقرحي تخلّى عنه في آب (أغسطس) بهدف تمكينه من حق الاستفادة من اتفاق لتبادل السجناء بين بريطانيا وليبيا. وأفرجت السلطات الاسكتلندية عنه في النهاية «لأسباب إنسانية» كونه يشارف على الموت بالسرطان. وقال المقرحي أمس إنه بإسقاطه حقه في استئناف حكم الإدانة حرم نفسه من فرصة تبرئة اسمه عبر القنوات القضائية. وتضمنت الوثائق القانونية التي نشرها المقرحي أمس الأسس التي تم تقديم الاستئناف على أساسها أمام المحكمة العليا في اسكتلندا العام الماضي. وجادل المحامون في الاستئناف أن إدانة موكلهم اعتمدت على إفادات غير متينة لشهود وعلى أخطاء عديدة أخرى. وقالوا: «الحكم (بالإدانة) لم يكن ليصدر عن هيئة محلّفين معقولة ... هناك ثغرات عديدة في الأدلة». ويتحدى المحامون خصوصاً الدليل الذي ربط بين المقرحي وبين قطعة ثياب كانت تلف القنبلة التي فجّرت الطائرة. وزعم توني غاوتشي، مالك المحل الذي تم شراء قطعة الثياب منه في مالطا، أن شخصاً يشبه المقرحي جاء الى محله في 7 كانون الأول (ديسمبر) 1988 واشترى القطعة التي عثر عليها المحققون بين حطام الطائرة. وقال محامو المقرحي إن هذه الشهادة لغاوتشي كانت متناقضة وفيها تضارب وتحوي أخطاء عديدة. والتشكيك في صحة إفادة غاوتشي يضرب صدقية الإدعاء في شأن ماذا كان يفعل المقرحي في مالطا وكيف تم تهريب القنبلة إلى الطائرة. ايرلندا الشمالية على صعيد آخر (لندن، «الحياة»)، أكدت مصادر رسمية في بلفاست أن إيان بايسلي الصغير، نجل الزعيم البروتستاني المعروف القس إيان بايسلي، وافق على إرسال ضباط من جهاز الشرطة في إيرلندا الشمالية لتدريب رجال أمن في ليبيا في كانون الأول (ديسمبر) 2008. ولموافقة هذا المسؤول البروتستانتي المعروف على تدريب ضباط ليبيين مغزاه الكبير في إيرلندا الشمالية حيث كان الموالون البروتستانت للعرش الإنكليزي يقاتلون الجمهوريين الإيرلنديين المطالبين بوحدة شطري إيرلندا والذين كانوا يتلقون التسليح والدعم من ليبيا خلال الثمانينات ومطلع التسعينات من القرن الماضي. ووافق رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الأسبوع الماضي على دعم مطالب أهالي الضحايا الذين سقطوا في هجمات إرهابية قام بها الجمهوريون الإيرلنديون للحصول على تعويضات من ليبيا كونها هي من زوّد المتمردين بالأسلحة والذخائر والمتفجرات. وقدّمت ليبيا في منتصف التسعينات معلوماتها إلى الأجهزة الأمنية البريطانية عن شحنات الأسلحة التي بعثت بها للجمهوريين الإيرلنديين وذلك في إطار محاولاتها لإنهاء العزلة الدولية عليها.