انهت نيابة أمن الدولة العليا في مصر أمس تحقيقات مع ثمانية من قادة جماعة "الإخوان المسلمين" قبض عليهم مساء الجمعة أثناء اجتماع في منزل احدهم. ورفضت استجابة طب الدفاع عن المتهمين بإطلاقهم استند فيه الى انهم جميعاً من اساتذة الجامعات والشخصيات العامة. وبدا من مسار التحقيق أن هذه القضية سيكون مصيرها مثل مصير تلك التي تنظر فيها حالياً محكمة عسكرية متهم فيها 22 آخرين من قادة التنظيم على رأسهم الأمين العام الدكتور محمود غزلان. وأكدت مصادر مطلعة أن المضبوطات التي عثر عليها داخل الشقة تتضمن معلومات تفصيلية عن نشاط "التنظيم الدولي" ل"الإخوان" وعن خطة تفصيلية لتأسيس تنظيم داخلي للنساء يحمل اسم "الأخوات المسلمات"، اضافة الى معلومات تتعلق بمكتب الارشاد، أعلى سلطة في الجماعة. وواجهت النيابة المتهمين بأكثر من 80 ديسك كومبيوتر عثر عليها داخل مقر الاجتماع سجلت عليها بيانات تفصيلية عن نشاط "الاخوان" في المحافظات المصرية، وخطط لتحريك طلاب الجامعات والتظاهر احتجاجاً على السياسات الحكومية. ونفى المحامي عبد المنعم عبد المقصود أن يكون المتهمون خالفوا القوانين، وأشار الى أن المعلومات التي وردت في مذكرة التحريات التي قدمها جهاز مباحث أمن الدولة ضد المتهمين "قامت على عبارات مرسلة ومن دون أدلة ثبوتية حقيقية"، لافتاً الى أن التهم الرئيسية التي وجهت أولاً الى المتهمين تتعلق ب "استغلال الأوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة لإثارة الجماهير" تم الرد عليها امام النيابة بأن القضية الفلسطينية تهم كل العرب والمسلمين، وأن الحكومة المصرية نفسها تبذل جهوداً للتعاطي معها. وأوضح أن الدفاع دفع ببطلان التحريات وقدم طلباً لإطلاق المتهمين إلا أن النيابة رفضت الطلب. وتم مساء أمس نقل المتهمين الثمانية الى سجن طرة ليقضوا فترة الحبس الاحتياطي التي قررتها النيابة. وربطت مصادر في الجماعة بين الحملة الجديدة والتطورات على الساحة الدولية وأبدت مخاوف من أن أن تكون الحملة التي تقودها اميركا ضد المنظمات والجماعات الاسلامية بمختلف مسمياتها وصلت الى حد استهداف "الاخوان" كجماعة سلمية. لكن مصادر مطلعة أكدت أن من بين المضبوطات في القضية وثائق تتعلق بالأوضاع في باكستان وخصوصاً ما يتعلق بالإجراءات التي اتخذها الرئيس الباكستاني برويز مشرف ضد الاسلاميين هناك، وخصوصاً زعيم "الجماعة الاسلامية" قاضي حسين. ونفت مصادر "الإخوان" أن تكون التظاهرات التي شهدتها الجامعات في الشهور الماضية تمت بترتيب من قادة الجماعة، وأشارت الى أن التيار الاسلامي كان العنصر البارز فيها لكونه الأكثر عدداً في الجامعات، لافتة الى أن طلاباً ينتمون الى تيارات أخرى شاركت في تلك التظاهرات. وكان "الإخوان" صعدوا من التظاهرات في الجامعات والأزهر بعد أحداث أيلول سبتمبر الماضي وربطوا ما بين ما يحدث في أفغانستان والأوضاع في الأراضي المحتلة.