وصفت مصادر مغربية رسمية نتائج زيارة الوسيط الدولي في نزاع الصحراء الغربية جيمس بيكر لمدينة العيون، كبرى مدن الصحراء، بأنها كانت ايجابية. وقالت ان المحادثات التي أجراها مع العاهل المغربي الملك محمد السادس في مراكش أول من أمس طاولت تطورات القضية وسبل تأمين المفاوضات المرتقبة في شأن صيغة الحل السياسي للنزاع. وأوضحت المصادر ان "الإشارات الموحية" في زيارة بيكر والتي رافقته فيها السفيرة الأميركية في الرباط مارغريت تاتويلر على متن طائرة خاصة غير تابعة للأمم المتحدة، أضفت على مهمة الوسيط الدولي طابعاً خاصاً، خصوصاً ان اقتراحات الحل السياسي للنزاع باتت تُنعت ب"خطة بيكر". وأشارت المصادر الى اجتماع بيكر في العيون مع الموفد الدولي ويليام سوينغ. وقالت انهما بحثا في الوضع الجديد لبعثة "مينورسو" في الصحراء، خصوصاً ان وجود البعثة ارتبط بخطة الاستفتاء من خلال رعاية وقف إطلاق النار وتحديد هوية المؤهلين للمشاركة في الاقتراع. ولفتت المصادر الى ان مهمة البعثة تجاوزها الزمن على ما يبدو، كون خطة بيكر تنص على الاعتراف بسيادة المغرب ومنح الأقاليم الصحراوية حكماً ذاتياً واسعاً خلال فترة خمس سنوات. وترفض جبهة "بوليساريو" هذه الخطة. الى ذلك، ربطت مصادر مغربية بين زيارة بيكر ومحادثات غير معلنة أجراها مسؤولون أميركيون وفرنسيون رفيعو المستوى مع المراجع الرسمية في الرباط في الأيام الأخيرة، وطاولت الاوضاع في منطقة شمال افريقيا. وتكمن أهمية هذه الزيارة في ان خطة بيكر تضع واشنطن وباريس في مركز الاشراف على رعاية تنفيذها، الأمر الذي يبدو انه زاد العلاقات المغربية - الاسبانية تعقيداً، خصوصاً ان مدريد لا تنظر بارتياح الى إبعادها عن ملف الصحراء، إضافة الى خلافاتها مع الرباط في ملفات الصيد الساحلي ومستقبل مدينتي سبتة ومليلة المحتلتين شمال البلاد.