} يبرز لقاء القمة بين الجارين مصر وتونس اليوم ضمن الجولة الثانية من نهائيات كأس الامم الافريقية الثالثة والعشرين لكرة القدم المقامة حالياً في مالي وتستمر حتى 10 شباط فبراير المقبل، في حين تسعى الجزائر الى تعويض خسارتها أمام نيجيريا صفر-1 في الجولة الاولى عندما تلتقي ليبيريا، فيما تطمح الكاميرون حاملة اللقب الى تحقيق فوزها الثاني على التوالي والتأهل الى الدور ربع النهائي. على صعيد آخر، أعرب النجم الليبيري الشهير جورج ويا عن تخوفه من العيش في بلاده، مؤكداً أن رئيس الجمهورية تشارلز تايلور يستهدفه شخصياً! سيكون حازم إمام نجم نادي الزمالك وأحد القلائل الذين يخوضون نهائيات كأس الأمم الافريقية للمرة الرابعة على التوالي هو السلاح المصري الجديد لمواجهة منتخب تونس الليلة ضمن الجولة الثانية من الدورة الثالثة والعشرين للبطولة المقامة حالياً في مالي. وينضم حازم - صاحب أعلى مهارات فنية بين لاعبي مصر - الى صفوف التشكيلة الأساسية على حساب خالد بيبو الذي لم يقدم شيئاً في مباراة السنغال الأولى. وستكون الواجبات الرئيسة لمحمد بركات في اليمين وطارق السعيد في اليسار قائمة على الهجوم والوصول بالكرة إلى خط المرمى التونسي، وتلقى أحمد حسام تعليمات بعدم الارتداد إلى الخلف مع منح حازم إمام كل الحرية للتحرك في كل المراكز لخلق المساحات وجذب مدافعي تونس بعيداً عن مراكزهم. ولن يدخل الجوهري أي تعديل على السباعي الخلفي المكون من عصام الحضري حارس المرمى وأبرز لاعبي مصر في اللقاء الأول، والمدافعين ياسر رضوان ومحمد عمارة وهاني سعيد وعبدالظاهر السقا، وأمامهم المخضرم هاني رمزي قائد الفريق وأحمد حسن في ارتكاز وسط الملعب. وسينال الثاني هامشاً من الحرية أيضاً للتقدم ودعم الهجوم عند الضرورة، وسيبقى خالد بيبو احتياطاً للدفع به في الوقت المناسب. على صعيد آخر، أسفر الجزء الأول من التحقيق مع اللاعب ابراهيم سعيد الذي أعادته البعثة المصرية الى القاهرة لاسباب مسلكية، إدانته لجهة عدم الانضباط في المعسكر الذي سبق المنافسات وفي مالي. واعترف اللاعب بوجوده خارج غرفته حتى ساعة متأخرة من الليل قبل ثلاثة أيام من مباراة السنغال، لكنه أكد وجود زميله أحمد صلاح حسني معه خلال السهرة ذاتها، والثانية سوء معاملته لزملائه بدليل خصومته مع نصف لاعبي المنتخب ومن بينهم زميله وائل جمعة لاعب الأهلي، ما أدى الى انشقاق في صفوف المنتخب. وتتجه النية لدى المستشار القانوني لاتحاد الكرة المصري اقتراح توقيع عقوبة مالية كبيرة على اللاعب مع إيقافه عن اللعب الدولي لمدة عام على الأقل، وحرمانه من خوض مباريات كأس مصر مع النادي الأهلي خلال الفترة التي يغيب عنها اللاعبون الدوليون حتى لا يستفيد اللاعب وناديه. العشاء الاخير وفي تونس، رفع التوانسة شعار "تنتصر أو تنكسر" قبل انطلاق "الدربي العربي" الذي يجمع اليوم في مالي منتخبهم مع مصر في المباراة ال22 بينهما، والتي حسم التعادل غالبية مواجهاتها مع تفوق ضئيل لتونس. "يا سيدي حكاية العقدة المصرية أمام التوانسة مثل خرافات: أمي سيسي، ورأس الغول التي لا تخيف إلا الاطفال، ولكل مباراة حقيقتها وظروفها...". هكذا علّق طارق دياب لاعب القرن في تونس على ما يسمى بالعقدة المصرية، مذكراً بأن الترجي خسر أمام الأهلي المصري في كأس السوبر الافريقية. والواضح أن الشعور بالرعب انتقل اليوم الى المعسكر التونسي مع بداية الألفية الثالثة، لكن النرجسية المفرطة دفعت باللاعبين دوماً للاتكاء على التاريخ. والشارع التونسي قبل ساعات على موعد المباراة المنتظرة بات يدرك بوضوح الصعوبات الحقيقية التي يعيشها منتخبه في ضوء الأداء المتواضع أمام نظيره الزامبي، وانقاذ الحارس شكري الواعر الجميع من هزيمة مذلة. والأهم من ذلك كله استيعاب متغيرات كرة القدم الافريقية التي تبرز بوضوح بعدد محترفيها في أوروبا وأسعارهم المرتفعة ومستوى أدائهم في بطولاتها. وعلى رغم كل ما تقدم، ضرب الجميع في تونس موعداً للتسمّر أمام الشاشة الصغيرة مساء اليوم لمتابعة هذا "الدربي" الذي تغلّفه كمية كبيرة من الاثارة والتشويق، يضاف الى ذلك العشق التونسي ل"أم الدنيا" ولاعبيها وخصوصاً القدامى منهم، الذين لا يزالوا محفورين في الذاكرة التونسية.. وبعد فورة الغضب الانفعالية والانتقادات الموجهه ل"هنري الثاني" على خياراته الفنية، أدرك التوانسة أن عوامل عدة وقفت في وجه الظهور القوي لمنتخبهم في مقدمها النقص في الاعداد، لأن الفرنسي هنري ميشال لم يتسلم المسؤولية التدريبية الا منذ شهرين فقط، ولا ينسوا لعنة الاصابات التي نالت من علي الزيتوني وزياد الجزيري أفضل مهاجمين حالياً، ودفعت أحداث العنف والشغب في الملاعب المحلية اتحاد اللعبة الى إبعاد هداف الدوري عماد بن يونس. وإذا كان الواعر حافظ على لياقته ويقظته وهو يقود المجموعة، فإن نقطة الضعف الرئيسة تكمن في غياب قائد حقيقي ومهندس للتحرك مع استمرار غياب كل من اسكندر السويح وماهر الكنزاري. لكن بصيص الأمل بفوز تونسي يخيم على أجواء المباراة من خلال المعادلة السحرية: طموح الشباب ودهاء المدرب وكثير من الحظ. مهمة صعبة للجزائريين تنتظر المنتخب الجزائري مباراة صعبة أمام ليبيريا، وليس هناك شك في أن الجزائريين في حاجة الى الفوز لانه الطريق الوحيدة الى تعزيز حظوظهم في التأهل للدور ربع النهائي قبل مباراته الثالثة الاخيرة ضد مالي، بيد أن المهمة لن تكون سهلة كما أعلن مدرب المنتخب الدولي السابق رابح ماجر. ونوه ماجر الى أن لاعبيه جاهزون مئة بالمئة وينتظرون بشغف كبير هذه المباراة ليؤكدوا أن الخسارة أمام نيجيريا كانت "كبوة عابرة". في المقابل، أكد حارس مرمى ليبيريا لويس كرايتون أن اللاعبين وضعوا مشكلاتهم مع الاتحاد المحلي بخصوص المكافآت جانباً وركزوا على مواجهة الجزائر "لنحقق الفوز ونؤكد للمسؤولين أحقيتنا بما نطالب به". وكان لاعبو ليبيريا هددوا بالانسحاب قبل البطولة في حال عدم حصول كل منهم على مكافأة قيمتها 15 ألف دولار، لكنهم عدلوا عن قرارهم وقبلوا مكافأة الاتحاد البالغة 6500 دولار. من جانبه، أعلن المدير الفني لمنتخب ليبيريا ومهاجمه جورج ويا أمس، أنه يخشى على حياته في بلده. وقال: "سأعتزل كلاعب لانني لا استطيع السفر بسبب مشكلات عائلية، أما كمدير فني فأنا خارج البلد". وأوضح: "لدي أطفال سيكبرون وسيذهبون الى المدرسة. ولا أريد أن يأتي احد ويقتلني بسبب شعبيتي"، متهمًا بشكل مباشر حكومة الرئيس تشارلز تايلور. وأضاف "يعتقدون بأن لدي الطموح لان أصبح رئيس الجمهورية. لقد حرقوا منزلي، هكذا بدأت الامور، وراقبوا متاجري". وتابع: "إنني خائف. الرسالة التي بعث بها الرئيس واضحة وهي تفيد بأنني مستهدف". وأكد ويا "أعرف جيداً صامويل دو الرئيس الليبيري السابق ومنافس تشارلز تايلور. كنت مقرباً منه لانني كنت قائداً للمنتخب وهذا أمر طبيعي. لقد كان مسروراً بشعبيتي وساعدني كثيراً على الصعود بالمنتخب، لكن تايلور لا يقبل بأن أكون ذا شعبية، وهو يعتقد بأني سأصبح رئيساً، فيما لم يكن لدى دو هذا التفكير، لأنه يعرف أنني لست رجل سياسة". وفي مباراة ثالثة، تسعى الكاميرون وهدافها باتريك مبوما الى تحقيق الفوز الثاني على التوالي في الدورة عندما تلتقي ساحل العاج. من جانبه، أعرب مدافع فريق واتفورد الانكليزي ومنتخب جنوب افريقيا اللبناني الاصل بيار عيسى عن أسفه لعدم مشاركة أفضل اللاعبين المحترفين في التشكيلات الاساسية لمنتخبات بلادهم، وقال "يتعين على كل لاعب ان يفخر بالدفاع عن الوان منتخب بلاده خصوصاً في مثل هذه المناسبات، فكأس الامم الافريقية تمثل تحد كبير بالنسبة الى جميع اللاعبين الافارقة كيفما كانت مستويات وظروف العيش في البلدان التي يعيشون فيها". وتابع "كما انه من غير اللائق الحضور مع المنتخب في الايام الاولى وتركه بطريقة غير مقبولة"، مضيفاً "انها خسارة كبيرة للمنتخبات التي تركها محترفوها الذين كان بامكانهم تقديم الكثير". وارتفع عدد اللاعبين المبعدين من صفوف منتخبات بلدانهم لاسباب تأديبية الى ثلاثة هم المصري ابراهيم سعيد والغاني صامويل كوفور والمغربي عبد السلام وادو.