ليس هناك "أقلية قبطية" في مصر، ولن تكون هناك "أقلية قبطية" في المستقبل، لا بالمعنى العرقي، ولا بالمعنى الطائفي، ولا بالمعنى الديني، لأنهم جزء من النسيج التاريخي، ومن الكتلة الإنسانية للشعب المصري عموماً. وليس هذا القول من قبيل المزايدة، ولكنه انعكاس واضح للتمازج بين عنصري الأمة المصرية، كما اشارت اليه وقائع التاريخ والدراسات الاجتماعية والسياسية والتاريخية على امتداد مئات السنين. الأقباط في مصر موجودون في كل مكان، ومتداخلون في كل مستوى. وهم جزء لا ينفصل ولا يمكن الاستغناء عنه او اهماله. وبعد مئات السنين لا يمكن العودة الى الوراء، فنصحو يوماً على خط وهمي يحدد العلاقة بين المسلم والقبطي فوق ارض مصر وعلى ضفاف نيلها. الأقباط في مصر اخوة لهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها، يضمهم وطن واحد اجترح تجربة فريدة في التاريخ الانساني، وصهر المسلم والقبطي الى حد عدم قدرة الاجنبي على التمييز بينهما، إلا حين يدخل احدهما الى الجامع والآخر الى الكنيسة للتعبّد، وهو ما يطلق عليه استاذنا جمال حمدان "عبقرية المكان". فها هو مكرم عبيد يعلن على الملأ "انني مسلم وطناً وقبطي ديانة". ويسانده قول القس سرجيوس رداً على مزاعم انكليزية، كانت تخطط للبقاء فوق التراب المصري بحجة مسؤوليتها عن حماية الأقليات، "فليمت كل قبطي في هذا البلد ولتحيا مصر". لندن - حسن عبد ربه المصري