} أكدت المفوضية الاوروبية والحكومة السويسرية أمس، أن على الولاياتالمتحدة احترام حقوق المعتقلين في غوانتانامو باعتبارهم أسرى حرب، فيما دافعت مدريد عن موقف واشنطن الرافض لذلك، مؤكدة أن المعتقلين سيعاملون "بلا شك" بطريقة إنسانية. ولم يستبعد مساعد وزير الخارجية الاميركي تسليم غالبية هؤلاء الى بلدانهم لاحقاً. بيرن، طوكيو، مدريد، باريس - أ ف ب، رويترز - طلبت سويسرا المكلفة رعاية اتفاقات جنيف أن يعتبر المعتقلون في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا، "سجناء حرب" بموجب اتفاق جنيف الثالث. وجاء في بيان للخارجية السويسرية أن وزير الدولة للشؤون الخارجية السويسري فرانز فون داينيكن نقل وجهة النظر هذه الى السفير الاميركي لدى سويسرا ميرسر رينولدز. وأشارت الوزارة السويسرية الى أن "وضع هؤلاء الاشخاص وظروف نقلهم واعتقالهم أمور تطرح بموجب القانون الدولي وخصوصًا شرعة حقوق الانسان". وأضافت الوزارة أن "سويسرا على غرار اللجنة الدولية للصليب الاحمر والمفوضية العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة ترى أن المعتقلين في غوانتانامو يجب أن يستفيدوا من وضع سجناء حرب، على الاقل في شكل موقت". وكانت بيرن تشير بذلك الى المادة الخامسة من اتفاق جنيف الثالث والذي يفيد انه "في حال وجدت شكوك حول الفئة التي يجب أن يندرج فيها الاشخاص الذين قاموا بعمل حربي ووقعوا بين أيدي العدو، من الفئات المدرجة في المادة الرابعة من الاتفاق، يجب على هؤلاء الاشخاص أن يستفيدوا من الحماية الواردة في هذا الاتفاق الى حين تحديد وضعهم من جانب محكمة مختصة". واعتبرت السلطات السويسرية أن "لا بد من الاشارةفي شكل خاص الى أن عرقلة احترام القانون الدولي وعدم حماية الاشخاص بحجة مكافحة الارهاب، امر متناقض في حد ذاته لان مكافحة الارهاب تتم على اساس انه يشكل تهديدًا لهذه الحماية". وجاء ذلك في وقت أثارت طريقة معاملة سجناء "القاعدة" وحركة "طالبان" الذين تحتجزهم الولاياتالمتحدة في خليج غوانتانامو جدلاً واسع النطاق في أوروبا والشرق الاوسط بشأن احتمال تعرضهم لانتهاك حقوقهم الانسانية وهو ما نفته القوات الاميركية. المفوضية الاوروبية وفي الوقت نفسه، قال كريس باتن نائب رئيس المفوضية الاوروبية إن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة يغامر بخسارة السلام، إذا لم يلق السجناء في كوبا معاملة عادلة. وقال باتن في مؤتمر صحافي في العاصمة اليابانية: "في وقت لا يمكننا القول إننا استأصلنا القاعدة والشبكات الارهابية، فإننا بالتأكيد أنجزنا حتى الان عملاً عظيمًا للتخلص من هذا الشر. ومع الانتصار في الحملة فإنه سيكون خطأ فادحًا إذا خسر التحالف الدولي معركة السلام". وأوضح أنه يتعين بذل محاولات للتعامل مع السجناء في ضوء معايير القانون الدولي ومبادىء النزاهة و"العدالة لا الانتقام". وأضاف: "لا أشك في أنه من الصعب للغاية تطبيق تلك المبادىء في التعامل مع أولئك الرجال الخطرين جدًا. لكنني لا أشك أيضًا في أن علينا المحاولة. وإذا لم يشاهدنا العالم ونحن نحاول أعتقد أن ثمة خطرًا ينذر بأن نفقد الاساس الاخلاقي القوي ونغامر بالشروع في خسارة الرأي العام". وقال باتن الذي شارك في مؤتمر الدول المانحة لافغانستان الذي اختتم أعماله في طوكيو أول من أمس أن أوروبا ساندت بقوة الحملة العسكرية الاميركية في أفغانستان و"لا اعتقد أنه عندما يعبر الاوروبيون بصورة منطقية وهادئة عن بعض المخاوف بشأن هذه القضية فانه يمكن تجاهل ذلك، ولا اعتقد أن أي أميركي واعٍ سيفعل ذلك". اسبانيا وفي المقابل، اتخذ وزير الخارجية الاسباني جوزيب بيك موقفًا مساندًا للولايات المتحدة قائلاً إنه لا يساوره شك في أن القوات الاميركية ستحترم حقوق الانسان بالنسبة الى المعتقلين في كوبا. وأضاف بيك: "لايساورني شك في إرادة احترام حقوق الانسان من جانب الديموقراطية العظمى في أميركا الشمالية. ولا أرى حاجة الى بيان محدد في هذا الشأن من جانب الاتحاد الاوروبي إلا إذا اعتبر جزء مهم من الدول الاعضاء أن ذلك ضروري". واستدرك قائلاً: "إذا واجه أي مواطن من الاتحاد بين المحتجزين عقوبة الاعدام"، فإن هذا شيء من المنطقي أن يتطلب من وجهة نظر الاتحاد الاوروبي موقفًا معينًا". وكانت ألمانيا أصدرت بيانًا نادرًا ينتقد الولاياتالمتحدة ودعت واشنطن الى معاملة المحتجزين كأسرى حرب بموجب اتفاق جنيف. واشنطن الى ذلك، اعتبر مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد أرميتاج في حديث لصحيفة "لوموند" الفرنسية امس، إن المعتقلين في غوانتانامو قد يسلمون في وقت لاحق الى بلدانهم. وأكد أرميتاج: "لم يتخذ أي قرار بالنسبة الى ما سيحدث في ما بعد بعد الاستجوابات لهؤلاء الاسرى. لدي انطباع أن قسمًا كبيرًا منهم سيعاد تسليمه الى الدول التي كان يقيم فيها قبل الانتقال الى أفغانستان". وأضاف أن "ما نريده هو التأكد من أن هؤلاء الاسرى سيخضعون للملاحقات القضائية عندما يعودون الى هذه الدول". وبات نحو 158أسيرًا موجودين حاليًا في قاعدة غوانتانامو حيث أثارت ظروف اعتقالهم انتقادات عنيفة وخصوصًا في الخارج. وبحسب أرميتاج، فإن هؤلاء الاسرى يعاملون "وفقًا لاتفاق جنيف الصادر في العام 1949". وقال إنهم "يحصلون على غذاء سليم طبيًا وثقافيًا". وقال: "سنعاملهم بطريقة إنسانية". لكن مساعد وزير الخارجية الاميركي أضاف: "لا نعتبرهم بمثابة أسرى حرب. فحتى طالبان مثلاً كانوا إرهابيين ينشطون ضد المدنيين" في أفغانستان.