} قبل ان يبدأ رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي في محاولة تبديد مخاوف الصين التي زارها امس، من الوجود العسكري الاميركي الضخم في المنطقة، سارعت القيادة العسكرية الاميركية الى تأكيد انها لن تبقي قواعد دائمة في آسيا الوسطى. ويتوقف كارزاي في طاجيكستان، احدى جمهوريات المنطقة، في طريق عودته الى بلاده اليوم. بكين ، بشكيك، دوشانبه - رويترز - قام رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي بزيارة لبكين امس للاجتماع مع الزعماء الصينيين الحريصين على ان يعود الاستقرار الى افغانستان المجاورة التي مزقتها الحرب والذين يشعرون بالقلق من الوجود العسكري الاميركي الضخم في المنطقة. ولم يدل كارزاي باي تصريحات لدى وصوله قادماً من طوكيو بعد يومين من الاجتماعات مع الجهات المانحة للمساعدات والتي تعهدت بتقديم اكثر من .54 بليون دولار لبدء عملية اعادة الاعمار في البلاد. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ان الزعماء الصينيين الحريصين على ان يعود السلام والاستقرار الى افغانستان، سيطلبون من كارزاي اطلاعهم على موقف الافغان من الوجود الاميركي في بلادهم. وأعربت المصادر الديبلوماسية عن اعتقادها ان المسؤولين الصينيين سيبدون اهتماماً بان تكون هناك حكومة مستقرة نوعاً ما في افغانستان قريباً. وقال احد هذه المصادر: "من الواضح ان الغرب سيلعب دوراً كبيراً في هذه الحكومة وليس بمقدور الصين القيام باي شيء تجاه هذا الامر. اعتقد ان كل ما تستطيع ان تفعله هو مراقبة الامور وستحرص على البقاء في الصورة". وقال الناطق باسم الخارجية الصينية سون يوشي ان كارزاي وزعماء صينيين سيناقشون مستقبل افغانستان وقضايا اقليمية، ومن المحتمل ايضاً ان تجرى مناقشة الوجود الاميركي في افغانستان". وأضاف في مؤتمر صحافي ان "الجانب الاميركي اكد مراراً انه لا يعتزم الابقاء على وجوده العسكري في آسيا الوسطى لفترة طويلة". تطمينات أميركية وجاء ذلك في وقت اعلن الجنرال تومي فرانكس القائد العام للعمليات الاميركية في افغانستان امس، ان الولاياتالمتحدة لا تنوي الاحتفاظ في شكل دائم بقواعدها العسكرية في الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى. وقال الجنرال فرانكس اثر لقاء مع رئيس قيرغيزستان عسكر اكاييف في بشكيك عاصمة الجمهورية: "ليست لدينا اي نية في اقامة قواعد دائمة في هذه المنطقة". لكنه اضاف: "ما سنفعله هو مواصلة العمل على هذه الحرب ضد الارهاب والتباحث مع كل من دول المنطقة والكثير من الدول الاخرى عبر العالم". وكان كثر من المسؤولين الروس وبينهم رئيس مجلس النواب دوما غينادي سيليزنيف اعربوا اخيراً عن معارضتهم وجوداً عسكرياً اميركياً دائماً في آسيا الوسطى حيث لا تزال موسكو تمارس نفوذاً كبيراً. وكان الاميركيون نشروا 1500 عسكري في اوزبكستان بعيد اطلاق حملتهم على افغانستان التي حصلت على دعم من موسكو. وباشروا مع حلفائهم اقامة قاعدة جوية في قيرغيزستان يمكنها استقبال حتى ثلاثة آلاف عنصر. وكان الوجود الاميركي في آسيا الوسطى زاد منذ انطلاق الحرب على الارهاب بعد الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتبمر الماضي. ويقول بعض المحللين ان الزعماء الصينيين يخشون ان يجرى تطويقهم. وتعهدت الصين في مؤتمر طوكيو تقديم مليون دولار لاعادة اعمار افغانستان، إضافة الى مساعدات اغاثة حجمها 30 مليون يوان .63 مليون دولار من المقرر ان تصل قريباً. واجتمع كارزاي مع رئيس الوزراء الصيني جو رونغجي، وقال عبدالبصير هوتاك القائم بالاعمال الافغاني في بكين انهما سيوقعان اتفاقاً بخصوص المساعدات من دون ان يذكر اي تفاصيل. وذكرت وزارة الخارجية الصينية ان كارزاي سيجتمع مع الرئيس الصيني جيانغ زيمين صباح اليوم قبل مغادرته الى طاجيكستان. وصرح ديبلوماسي افغاني في العاصمة الطاجيكية دوشانبه ان كارزاي سيجري اليوم محادثات مع الرئيس الطاجيكي امام علي رحمنوف حول اعمار افغانستان.