سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جوسبان جمعه مع بورغ واأكد التأييد الفرنسي الكامل للسلطة الفلسطينية ورئيسها . قريع يعتبر المساس بعرفات مساساً بكل فلسطيني ويطالب بتحرك دولي لوقف العدوان "قبل فوات الأوان"
قال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء امس في باريس "ان المساس بالرئيس ياسر عرفات هو مساس بكل فلسطيني وبجوهر السلام وطبيعته. فالرئيس عرفات هو رئيس الشعب الفلسطيني ورمز النضال الفلسطيني واستقلاله... هذا ما بلغناه الى جميع أصدقائنا هنا". جاء كلامه اثر لقاء جمعه مع رئيس الكنيست الاسرائيلية ابراهام بورغ استضافه رئيس الحكومة الفرنسي ليونيل جوسبان ظهر امس في قصر ماتينيون، حيث التقى كلاً منهما على حدة لمدة عشر دقائق والتقاهما معاً لمدة 40 دقيقة في حضور مفوضة فلسطين ليلى شهيد وقنصل فرنسا في القدس ديني بيتون والسفير الفرنسي لدى اسرائيل جاك هندنغر، وجان بيار فيليو مستشار جوسبان ومدير الشرق الأوسط في الخارجية السفير ايف اوبان دولا موسوزيير والسفير الاسرائيلي لدى فرنسا. وقال جوسبان اثر اللقاء "انه ينبغي ان يقاوم الجميع تصعيد العنف في الشرق الأوسط، ولا بد من العودة الى طريق الحوار التي هي الضمان الوحيد لمستقبل الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي". واضاف ان وجود رئيسي الكنيست الاسرائيلية والمجلس التشريعي الفلسطيني له أهمية رمزية كبرى لأن البرلمانات تمثل الشعوب والحكومات و"اجتماع أبو علاء وبورغ اللذين ساهما في مسيرة السلام يؤكد أمام الرأي العام الفلسطيني والاسرائيلي والعالمي ان السلام هو الطريق الوحيد للأمن والتعايش في الشرق الأوسط". وتابع: "لقد استمعت الى ما قالا لي وقلت لهما ما صرحت به الآن". وأعلن "أبو علاء" اثر اللقاء انه تحدث مع رئيس الحكومة الفرنسي ليونيل جوسبان حول خطورة الوضع وقال: "طلبنا تحركاً فرنسياً أوروبياً بل دولياً من أجل اعادة الأمور الى نصابها لوقف هذا العدوان فخطورة الوضع غير مسبوقة". وكان "أبو علاء" حذر امام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية من خطر اشتعال منطقة الشرق الأوسط وقال ان "المنطقة لن تقف طويلاً مكتوفة الأيدي تشاهد إراقة الدماء. كونوا واثقين من ذلك". وتابع: "نناشد فرنسا والاتحاد الأوروبي التحرك بسرعة وفاعلية قبل ان يفوت الأوان... الوضع خطير للغاية، أخشى ان يكون الزمن الذي يفصلنا عن كارثة كبرى في المنطقة قصيراً جداً ان لم يحصل تحرك دولي مسؤول لوضع حد لهذا العدوان على الشعب الفلسطيني واعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات". الى ذلك، أشار بورغ اثر اللقاء الثلاثي في قصر الحكومة الفرنسي امس ان هدف لقائه و"أبو علاء" في الجمعية الوطنية الفرنسية وفي قصر الحكومة الفرنسي مع جوسبان هو النظر الى مستقبل ينهي العنف "من دون القاء المسؤولية على بعضنا البعض". وتابع بورغ انه ينبغي اعادة الثقة بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني وينبغي اعادة اطلاق المسار السلمي مع احتمال العودة الى وضع يؤدي الى اعطاء الشعب الفلسطيني "دولة فلسطينية" وحياة كريمة ومحترمة للفلسطينيين على ان تتمتع دولة اسرائيل بحياة آمنة توفر للشعب الاسرائيلي حياة محترمة ومسالمة. وقال بورغ رداً على سؤال هل الرأي العام الاسرائيلي مقتنع بآرائه: "البعض يؤيد ما أقوله والبعض الآخر لا يرغب فيه". واشار الى أهمية اللقاء بينه وبين "أبو علاء" في باريس مع رئيس الحكومة الفرنسي وفي الجمعية الوطنية الفرنسية أمس واليوم مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك: "لا شك انه خطوة الى الامام لأنك عندما تضيع القدرة على التحاور مع شريكك، تصبح الحاجة ماسة لمساعدة الخارج، فالمطلوب من العالم ان يتنبه الى ما يجري من عنف في الشرق الأوسط وان يهتم بالأوضاع المتأزمة فيه واذا أهمل العالم الانفجار في الشرق الأوسط فسيواجه المشاكل نفسها أينما كان في باريس ونيويورك ولندن وواشنطن". الى ذلك، علمت "الحياة" من مصادر مقربة من رئاسة الحكومة الفرنسية ان بورغ أبلغ جوسبان و"أبو علاء" انه وافق على دعوة البرلمان الفلسطيني للتوجه الى رام الله للتحدث أمام ممثلي الشعب الفلسطيني. ولكن لم يحدد موعد الزيارة التي قال انها فكرة اطلقت منذ بضعة ايام وأعلن عن عزمه تنفيذها في لقاء باريس مع تشجيع الجانب الفرنسي على هذه الخطوة. وأضافت المصادر ان بورغ اكد في لقائه المنفرد مع جوسبان عزمه على القيام بهذه المبادرة على رغم الانتقادات القوية له في الكنيست. ووصف جوسبان خلال لقائه المنفرد مع "أبو علاء" الوضع بأنه كارثة للشعب الفلسطيني وعاد واكد التأييد الفرنسي الكامل للسلطة الفلسطينية ولشخص ياسر عرفات تأييداً سياسياً ومادياً. واكد جوسبان ايضاً الحاجة للحفاظ على مستقبل السلطة وأراضيها بدعم فرنسي للبنية التحتية للأراضي الفلسطينية التي واجهت دماراً مخيفاً. وافتتح امس رئيس البرلمان الفرنسي ريمون فورني ندوة مجلة "لوموند ديبلوماتيك" و"كوفليانس ميديتيراني" التي استضافت "أبو علاء" وبورغ في الجمعية الوطنية. وعبر فورني عن تأييده لإنشاء قوة فصل دولية اذا كان من شأنها ان تشكل عنصر سلام، وقال: "اننا على قناعة بأنه على رغم وجود عدم تفاهم متبادل وعميق فإن فرص السلام لا تزال ممكنة بين الاسرائيليين والفلسطينيين". ودعا الى استئناف المفاوضات فوراً ومن دون شروط مسبقة استناداً الى توصيات تقرير ميتشل. وأضاف: "اننا نطلب منهم ان يفعلوا كل شيء لصيانة مكتسبات مؤتمر مدريد واتفاقات اوسلو". وتابع انه ينبغي اعادة تأكيد مبدأ الأرض مقابل السلام وانشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة والديموقراطية وانهاء الاستيطان واحتلال الأراضي. ومضى يقول انه ينبغي ضمان حق الشعب الاسرائيلي بالعيش في سلام وأمن تام داخل حدوده الدولية، مشيراً الى ان على السلطة الفلسطينية ان تبذل كل ما في وسعها لملاحقة المسؤولين عن العمليات وأعمال العنف التي تستهدف اسرائيل وشعبها.