طالب وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الولاياتالمتحدة بمعاملة سجناء حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" المعتقلين في قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا، تبعاً للقانون الدولي. وصرح فيشر في برلين امس بأنه يتوجب النظر الى هؤلاء "على اساس انهم أسرى حرب بغض النظر عن وضعهم القانوني الذي لم يحسم بعد". معتبراً انهم في حماية معاهدة جنيف. وكشف وزير الخارجية الألماني ان حكومته بدأت اتصالات مع الولاياتالمتحدة حول الوضع القانوني والمعاملة التي يلقاها السجناء في قاعدة غونتانامو. وقال: "في الحملة ضد الارهاب الدولي ندافع نحن أيضاً عن قيمنا الأساسية، وهي قيم تمارس دون اعتبار للشخص وتحمي حياة الانسان وكرامته، وهذه هي القيم التي علينا مواجهة التحدي الارهابي بها". ولفت الى ان معاهدة جنيف تنص على ضمان معاملة انسانية للمعتقل، وعلى احترام الانسان وشرفه وحمايته من اعمال العنف والترهيب، واحترام حقه في العناية الطبية وفي المثول أمام محكمة. وأعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني هانس أولريش كلوزه أمس ان اللجنة ستبحث في جلسة خاصة تعقدها اليوم المعاملة التي يلقاها معتقلو "طالبان" و"القاعدة" الواقعين في الأسر الأميركي وتستمع الى تقرير في هذا الصدد. وقال كلوزه: "يتوجب على المسؤولين الاميركيين الذين يقبلون بمعاملة السجناء بحسب القوانين الدولية ان يثبتوا انفسهم الآن في الولاياتالمتحدة". وأرسل رئيس الحزب الليبيرالي الألماني غيدو فيسترفيلله أمس رسالة الى السفير الأميركي في برلين دانييل كوتس احتج فيها بشدة على طريقة معاملة الأسرى في قاعدة غونتانامو.وقال انه "نظر بقلق كبير الى صور المعتقلين من أفغانستان التي تصدم"، ملاحظاً ان نجاح الحملة ضد الارهاب مرتبط باحترام القوانين. وفي غضون ذلك رويترز، قال السناتور جوزيف ليبرمان العضو البارز في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي امس، ان القوات الاميركية لا تسيء معاملة المحتجزين الافغان في قاعدتها في خليج غوانتانامو في كوبا. واضاف بعد زيارته مقر القيادة المركزية في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا ان المعتقلين "هؤلاء قتلة اشداء ويشكلون خطراً على الاميركيين الموجودين هناك لحراستهم". واكد ان المعتقلين "يلقون معاملة قاسية، لكن هذه ليست مدرسة اطفال. انهم اناس خطرون واعتقد ان قواتنا تفعل الصواب في طريقة معاملتها في غوانتانامو". وهناك نحو 160 سجينا محتجزون في القاعدة الاميركية في كوبا. وعاد ليبرمان الاسبوع الماضي من زيارة لافغانستان ودول في اسيا الوسطي. وقال ان نصر الولاياتالمتحدة وحلفائها شجع دولاً اخرى في المنطقة على اتخاذ موقف اشد في مكافحة الارهاب. وقال: "هذا الجهد المتمثل في دعم اميركا العسكري لمبدأ مكافحة التطرف وارهاب القاعدة شجع كل زعيم زرناه هناك على اتخاذ موقف اشد في مواجهة التطرف والعنف. اننا نغير تاريخ تلك المنطقة". واضاف: "زعيم كل دولة ذهبنا اليه ناشدنا ان نبقي هناك لأنهم يشعرون ان مستقبلهم يعتمد على الوجود الاميركي هناك. ويجب ان نبقى هناك. والنبأ الطيب هو اننا لن نكون هناك وحدنا، انهم جميعا يشعرون ان وجود الولاياتالمتحدة يساعدهم في المحافظة على استقلالهم".