استمرت قضية معتقلي غوانتانامو بالتفاعل امس. وطالب وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الولاياتالمتحدة بمعاملة سجناء حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" المعتقلين في القاعدة الأميركية في كوبا باعتبارهم "اسرى حرب" يحق لهم التمتع بضمانات بموجب معاهدة جنيف. كذلك قدم مدافعون عن حقوق الانسان في الولاياتالمتحدة، بينهم وزير العدل السابق رمزي كلارك، استرحاماً الى قاض فيديرالي في لوس انجليس، طلبوا فيه إلزام الادارة بعرض التهم الموجهة الى المعتقلين امام القضاء، معتبرين ان الاستمرار في احتجاز هؤلاء غير مشروع من دون توجيه تهم واضحة اليهم. وفي المقابل، اكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان المعتقلين يلقون معاملة "انسانية"، بما يتماشى مع معاهدة جنيف، مؤكداً ان اياً منهم لم يتعرض لأذى او سوء معاملة. وجاء ذلك في وقت بدأت الاستعدادات في واشنطن لاستقبال "الطالباني" الاميركي جون ليند ووكر لمحاكمته بتهمة التواطؤ في اعمال ارهابية ضد بلاده. ونقل ووكر الى مطار قندهار تمهيداً لارساله الى اميركا جواً. من جهة اخرى، نفى رجل الاعمال السعودي ياسين قاضي ما اعلنه مصدر قضائي في العاصمة الالبانية تيرانا عن ان النيابة الالبانية اصدرت مذكرة توقيف بحقه للاشتباه في انه "مسؤول في شبكة القاعدة الارهابية". وقال قاضي ل"الحياة" ان تلك التهم جزء من حملة قديمة استهدفته وآخرين، معتبراً ان قرار تجميد حسابته في المصارف الالبانية التي قدرت بملايين الدولارات امر مضحك، كونه لايملك تلك الارصدة في المصارف الالبانية. ووعد قاضي الذي ورد اسمه في "لائحة الارهاب" الاميركية بتقديم الصورة كاملة في مؤتمر صحافي اليوم. راجع ص 7 وفي الكويت قالت مصادر اسلامية ل"الحياة" ان كويتياً يدعى عمر أمين الكندري 34 سنة نقل من افغانستان الى قاعدة غونتانامو ضمن عشرات من العرب، لكن مسؤولي الحكومة الكويتية امتنعوا عن تأكيد هذه المعلومة. وأوضحت المصادر ان الكندري كان ناشطاً في مجال الاغاثة وعمل سنوات في البوسنة ضمن هيئة تمثل الجمعيات الخيرية الكويتية هناك، وتزوج هناك من سيدة بوسنية ارملة ولا تزال هي وابناؤها يقيمون في الكويت. وتوجه عمر الى افغانستان قبل شهور للعمل ضمن مؤسسة "وفاء" الخيرية سعودية وجرى أسره في منطقة "خوست" جنوب شرقي افغانستان التي انتقل اليها مع عرب آخرين بعد اخلاء حركة "طالبان" العاصمة كابول، وأضافت المصادر انها تعتقد أن الاستخبارات الأميركية تتعامل مع كل أسير عربي وجد في افغانستان قبل 11 أيلول سبتمبر على أنه منتم ل"القاعدة" وهو السبب في نقل الكندري الى القاعدة الأميركية في كوبا. وأكد قريبون من عمر انهم لا يتوقعون أن يكون شارك في القتال في افغانستان ووصفوه بأنه شخص "هادئ وانطوائي ولم يكن له نشاط سياسي أو فكري في الكويت"، وكان درس الهندسة في الولاياتالمتحدة وعمل في أحد الأقسام الفنية في وزارة الشؤون الاجتماعية في الكويت، لكنه حصل على ندب رسمي من هذه الوظيفة قبل سنوات للعمل في المجال الاغاثي مع بدء الحرب في البوسنة والهرسك. واقترن هناك بأرملة بوسنية وكفل ولدها اليتيم الذي صار اسمه "طلحة" ثم أنجب منها عبدالله وعبدالعزيز وهي حامل الآن بطفلهما الثالث. وفي الوقت نفسه، طالبت الحكومة السويدية مجلس الامن بإعادة النظر في لائحة الاشخاص والمنظمات الذين جمدت اموالهم في اطار حملة مكافحة الارهاب وشطب ثلاثة سويديين من اصل صومالي من اللائحة. وجاء في بيان صادر عن الحكومة ان "ثلاثة من الاشخاص المدرجين على هذه اللائحة سويديون. ولا يتضمن قرار لجنة العقوبات اي معلومات دقيقة حول سبب ادراجهم على اللائحة". ومعلوم ان ابرز الانتقادات للمعاملة التي يلقاها الاسرى جاءت من اوروبا التي تعهدت امس، دفع الحصة الاكبر في تكاليف اعادة اعمار افغانستان، في اختتام مؤتمر المانحين في طوكيو الذي خصص 4.5 بليون دولار لتلك المهمة. وفي غضون ذلك، استدعت الشرطة الاندونيسية زعيماً دينياً مسلماً من جاوة يشتبه في تزعمه ناشطين اعتقلوا في ماليزيا لاستجوابه، بعدما اثارت سنغافورةوماليزيا الشبهات حول ارتباطه بشبكة "القاعدة" وخلايا ارهابية اخرى. وأكد ناطق باسم الشرطة ان لا دليل بعد على تورط الشيخ ابو بكر بشير في نشاطات ارهابية دولية. لكنه قال: "نريد التحقق من بعض الاتهامات" التي تفيد "بانه قد يكون متطرفاً وله علاقات مع مجرمين في الخارج". على صعيد آخر، طالبت عائلات متضررة من القصف الاميركي في افغانستان بتعويضات، في مذكرة نقلها اقارب ضحايا الاعتداءات في نيويوركوواشنطن الى السفارة الاميركية في كابول. من جهة اخرى، اعربت لجنة خبراء في الاممالمتحدة عن مخاوفها من ان يكون مقاتلو حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" مستمرين في تخزين صواريخ واسلحة كيماوية في افغانستان، واستخدام اموال من عائدات بيع الافيون في شراء المزيد منها. وأوصت مجلس الامن بفرض حظر سلاح على افغانستان كلها لا "طالبان" فحسب.