يرى الكويتيون ان الاشارات الجديدة التي أطلقتها بغداد أخيراً عن رغبتها في المصالحة مع الكويت، لا تقدم ولا تؤخر، اذ لا تبدو الملفات الحساسة بين البلدين أقرب الى الحل اليوم مما كانت عليه عشية تحرير الكويت من الاحتلال العراقي قبل 11 سنة. وعلق وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية الشيخ محمد الصباح على تلك الاشارات من بغداد والموقف العراقي قائلاً: "يعطيك من طرف اللسان حلاوة". وأكد أن لا جديد في قضية الأسرى الكويتيين التي من دون حلها لا يمكن الحديث عن حوار مع العراق. ورد عضو مجلس الأمة البرلمان عبدالله النيباري على دعوة عراقية وجهت شخصياً إليه لزيارة بغداد وتفقد السجون العراقية بحثاً عن أسرى كويتيين، بأن ذلك ليس مجدياً "لأن النظام ينقلهم من سجن إلى آخر ولا يمكن حل مشكلتهم إلا بموقف جدي عراقي يبعد هذه القضية الانسانية عن المقايضات السياسية". وقد تبدو فكرة المصالحة بين الكويتوالعراق جذابة وساحرة للمراقب العربي المتلهف على الخروج من هوة الخلافات في العالم العربي، على خلفية المأساة الحالية في فلسطين. لكن نائباً كويتياً آخر هو الدكتور ناصر الصانع رأى أن المصالحة في حد ذاتها ليست حلاً، وقال ل"الحياة" ان "المصالحة الكويتية - العراقية ليست ممكنة إذا أراد بعضهم لها أن تقفز فوق الواقع الجسيم الذي خلفه النظام العراقي لدى غزوه الكويت عام 1990". وأضاف: "هذه المجاملات والمبادرات العاطفية لم تعد أساساً تبنى عليه العلاقات العربية - العربية. جربنا ذلك قبل آب اغسطس 1990 ودفعنا الثمن ولا نريد أن ندفعه مرة أخرى، وهناك طريق واضح يستطيع أن يسلكه العراق نحو المصالحة مع الكويت والسعودية، لكن النظام في بغداد لا يريد ذلك". وتابع الصانع: "سنبدأ التعامل بجدية مع فكرة المصالحة مع العراق إذا عبر أول أسير كويتي الحدود عائداً الى وطنه، ومن دون اطلاق أسرانا الستمئة وأربعة أو تقديم معلومات حقيقية عن مصيرهم، لا أحد في الكويت لديه أي اهتمام بما يردده بعض وسائل الاعلام العربية عن مصالحة عراقية - خليجية تمهد لقمة عربية ناجحة". وحذر من "مسعى اعلامي وديبلوماسي عراقي لربط نجاح القمة بموافقة كويتية على تطبيع العلاقات مع النظام في بغداد".