وقع وفدان من الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق أمس، إتفاقا على وقف النار في منطقة جبال النوبة في وسط السودان لمدة ستة أشهر، قابلة للتجديد، بعد مفاوضات استمرت خمسة أيام رعاها مسؤولون أميركيون وسويسريون في بلدة بورغنستوك في وسط سويسرا. وجاء الاتفاق تنفيذا لاقتراح طرحه المبعوث الاميركي الى السودان جون دانفورث لاقرار السلام في منطقة جبال النوبة في خطوة ينظر اليها على نطاق واسع كنموذج يصلح للتطبيق في مناطق أخرى من البلاد، خصوصا الجنوب الذي يشهد حربا مستمرة بين الجانبين منذ العام 1983. وتميز الاتفاق بقبول الطرفين وجود مراقبين غربيين للمرة الاولى في تاريخ النزاع. وقال رئيس وفد "الحركة الشعبية" عبدالعزيز آدم الحلو ل"الحياة" في اتصال هاتفي أمس إن الاتفاق "محدود بأهداف إنسانية". وأضاف إن المناطق الخاضعة لسيطرة حركته في جبال النوبة "حرمت من المساعدات الانسانية طوال 12 عاما ما تسبب في معاناة كبيرة لمواطنيها". وأيد الرأي القائل ان الاتفاق يصلح نموذجا صالحا للتطبيق في مناطق أخرى، "إذا التزمته الحكومة". وقال: "هذا الاتفاق مع الحركة الشعبية. والحديث عن اتفاق مع أبناء جبال النوبة بلا معنى". وقال الناطق باسم الحركة ياسر عرمان الذي شارك في المفاوضات ل "الحياة": "تظل القضية المركزية للشعب أن يتجه النظام بحسم نحو سلام عادل، يشمل كل القوى السياسية، وديموقراطية حقيقية". وقال إن حركته "راضية عن الاتفاق وستلتزم تنفيذه". ورحب وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل بالاتفاق، وقال لوكالة "أنباء الشرق الاوسط المصرية" إن "التوصل اليه خطوة اولى ومهمة تعكس الجدية في الوصول الى سلام شامل. هذه الخطوة لا بد ان تتبعها خطوات اخرى لاننا نريد السلام في كل ربوع السودان". وقال مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين للإذاعة السودانية إن "الاتفاق يظهر أننا على الطريق الصحيح في اتجاه تحقيق السلام واسكات الاصوات الداعية الى الحرب". وتشهد المنطقة وقفا مهزوزا لاطلاق النار تعرض لخروقات عدة أدت في النهاية الى وقف أعمال لجنة انسانية دولية كانت تعمل من أجل تحديد الحاجات الانسانية في المنطقة. وترأس الوفد السوداني الذي تألف من 11 عضوا وكيل وزارة الخارجية السودانية الدكتورمطرف صديق علي النميري في حين ترأس وفد حركة قرنق المؤلف من سبعة أعضاء مسؤول منطقة جبال النوبة عبد العزيز آدم الحلو. وافاد بيان سويسري - أميركي أ ف ب أن البلدين "سيجريان اتصالات مع دول عدة للمشاركة في بعثة المراقبة الدولية. وجاء في البيان ان "الهدف الرئيسي من الاتفاق هو المساهمة في تسوية النزاع، واتاحة تطبيق برامج الاغاثة واعادة التأهيل تلبية للحاجات الاساسية للسكان الذين عانوا من هذه الحرب الاهلية الطويلة". وتابع انه "يعود الى الطرفين في نهاية المطاف ان يعملا على تطبيق وقف اطلاق النار". وأفادت وكالة الابناء السويسربية "اي تي اس" ان السفير المفوض لفض النزاعات جوزف بوخر الذي قاد الوفد السويسري، تحدث امام الصحافيين عن "يوم مهم" للسودان. واعتبر بوخر ان الاتفاق خطوة اولى نحو السلام، مرددا ما قاله رئيسا الوفدين النميري والحلو. وأوضح ان التوصل الى الاتفاق تطلب جهودا مكثفة. النقاط الرئيسية للاتفاق بورغنستوك سويسرا - اف ب - في ما يأتي النقاط الرئيسية لاتفاق وقف اطلاق النار في جبال النوبة وسط السودان الذي وقعه أمس في بورغنستوك وفد من الحكومة السودانية وممثلين ل"الجيش الشعبي لتحرير السودان": - وقف اطلاق النار الذي يطبق تحت اشراف دولي يشمل كل القوى الموجودة في جبال النوبة لفترة ستة اشهر قابلة للتجديد. - وقف الاعمال العدوانية يجب ان يحصل خلال الساعات ال72 التي تلي توقيع الاتفاق الذي ابرم ظهر أمس السبت. - ستتولى لجنة عسكرية مشتركة تضم ثلاثة ممثلين عن كل طرف ويتولى رئاستها رئيس محايد مع نائبين تطبيق وقف اطلاق النار والاشراف عليه. - نشر بعثة مراقبة دولية تضم في مرحلة اولى بين 10 و 15 مراقبا عسكريا ومدنيا من دول يوافق عليها الطرفان. - حرية تنقل المدنيين والسلع بما يشمل المساعدة الانسانية في جبال النوبة. - منع زرع الالغام: يتعهد الطرفان بالمساهمة في اصلاح واعادة فتح طرقات ونزع الالغام من كل المنطقة التي يشملها الاتفاق. - يتعهد الطرفان بتأمين وصول فوري ومن دون عراقيل للجنة الدولية للصليب الاحمر لكي تتمكن من تحديد الاشخاص المعتقلين في اطار النزاع وضمان حسن معاملتهم.