يلتقي مسؤولون من أكثر من 60 حكومة ومنظمة دولية في طوكيو غداً على ان يبدأ المؤتمر رسمياً الاثنين المقبل ويختتم الثلثاء لبحث تعهدات بتمويل عملية اعادة البناء في افغانستان بعد عقود من الدمار. ويقدر خبراء المساعدات ان اعمار افغانستان سيتكلف 15 بليون دولار على مدى عشر سنوات معظمها خلال المرحلة الاولى، التي ستتكلف ثلاثة بلايين تدفع منها طوكيو 500 مليون خلال المؤتمر. وسيقوم حميد كارزاي رئيس الحكومة الافغانية الموقتة بالمشاركة في هذا المؤتمر بعد زيارة الى السعودية لتصبح اول مشاركة له على الصعيد العالمي منذ توليه رئاسة الحكومة في كابول. وسيسعي المانحون الى الحصول على ضمانات من كارزاي بان لديه خطة لانهاء اعتماد الاقتصاد الافغاني على تجارة المخدرات وتشجيع المساواة للنساء. وسيحاول كارزاي من جانبه الحصول على تعهدات بالا ينسى المجتمع الدولي معاناة بلاده. ومن المتوقع ان تتقاسم الاطراف الاربعة التي تشارك في استضافة المؤتمر وهي اليابان والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والسعودية الجزء الاكبر من العبء المالي لاعادة بناء افغانستان. ودعا المبعوث الياباني الخاص الى أفغانستان ساداكو أوغاتا، الدول المشاركة الى التنقيب عميقاً داخل جيوبها، لأن العملية الجارية الآن مجرد بداية. ومن المتوقع ان يتعهد المؤتمر بدفع ثلاثة بلايين الى أفغانستان على مدى سنتين ونصف السنة لاعمار البنى التحتية الضرورية في البلاد. وستكون حصة اليابان من هذا المبلغ نصف بليون دولار سيعلن رئيس الوزراء الياباني جونشيرو كويزومي تقديمها خلال كلمته في افتتاح المؤتمر. وفرضت اليابان اجراءات امنية لم يسبق لها مثيل لحماية المشاركين في مؤتمر إعادة بناء افغانستان. ونشرت الشرطة ثلاثة آلاف عنصر لهذا الهدف سيراقبون في شكل خاص ومشدّد المصوّرين الصحافيين ومعدّاتهم خشية تكرار ما حصل عند اغتيال الزعيم الأفغاني احمد شاه مسعود بقنبلة كانت مخبأة في آلة تصوير. وتخشى الشرطة ما تصفه بالمجموعات اليابانية المتطرفة والمنظمات المعارضة للوجود العسكري الأميركي في اليابان التي اصدرت بيانات تستنكر عقد المؤتمر وتعتبره "لعبة من القوى الكبرى للسيطرة على افغانستان وتقسيمها للمصالح الدولية المسيطرة على العالم". ولم تعلن الشرطة انها تلقت أي تهديدات "غير ان الارهابيين قد يجدون فرصتهم في حضور شخصيات عالمية عدة للمؤتمر ولا سيما وزير الخارجية الأميركي باول الذي يعتبر هدفاً رئيساً محتملاً"، بحسب قول مسؤول من دائرة شرطة طوكيو لوكالة "كيودو" للأنباء". وأضاف: "ان وحدة خاصة لمكافحة الارهاب قد وضعت في حال استنفار للتعامل مع اي هجمات تستخدم اسلحة كيماوية او نووية او بيولوجية". وكان رجل ياباني احتجز موظفة رهينة في محطة الارسال اليابانية التلفزيونية "أن إتش كي" في مدينة كيوتو امس مستخدماً سكين مطبخ. وطالب بمقابلة رئيس الوزراء الياباني كويزومي وبأن تبث المحطة له على الهواء بياناً هاجم فيه الدعم الياباني للعمليات العسكرية الأميركية ضد افغانستان. وتمكنت الشرطة من توقيفه من دون اصابة احد بأذى. وأعلنت انه ينتمي الى منظمة قومية متطرفة تسمى "قوى المتطوعين اليابانيين".