دعا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود الى "بذل أقصى الجهود لإنهاء الحصار الشامل والعدوان العسكري الاسرائىلي المتصاعد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عام ونصف العام، اضافة الى اصرار اسرائيل على تقييد حركتي داخلياً وخارجياً، وما ينطوي عليه ذلك من اساءة بالغة لنا جميعاً خصوصاً ان تهديد رئىس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون بمنعي من المشاركة في القمة العربية التي ستعقد في بيروت في آذار/ مارس سيسحب آثاره السلبية على كل المستويات الفلسطينية والعربية والدولية". كلام عرفات جاء في رسالة سلمها وزير الدولة للشؤون البرلمانية في السلطة الوطنية الفلسطينية نبيل عمرو الى لحود تضمنت عرضاً تفصيلياً للتطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية. وأكد عمرو بعد لقائه وزير الخارجية محمود حمود دعم بلاده الكامل للقمة "واستعدادنا للعمل من أجل نجاحها". وسئل: هل اقترحتم ادراج بنود على جدول أعمالها؟ فأجاب: "ما سمعته يغنينا عن أي اقتراحات لأننا نثق تماماً بأن لبنان سيعمل كل ما في استطاعته لجعل القضايا الأساس قضايا القمة". وعن مشاركة الرئىس عرفات، قال:"انه مدعو كرئيس دولة ومرحّب به في لبنان، وأمامنا متسع من الوقت للتفاؤل بأن يكون من بين الرؤساء الذين سيشاركون". وطالب ب"فعل أكثر لاثبات النفوذ العربي وحجمه الفعلي في معادلة المنطقة والعالم"، مؤكداً ان "الوحدة الوطنية الفلسطينية في خير". وأكد حمود من ناحيته "الالتزام بالحقوق العربية عموماً وحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته في الوصول الى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس". وكذلك التقى عمرو رئيس الحكومة رفيق الحريري ووزير الدولة لشؤون المجلس النيابي ميشال فرعون. وأوضح "ان محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين لم تشمل فلسطينيي الشتات وتركزت على تطورات الوضع الراهن". وأكد عمرو في أحاديث، ان "قائمة الطلبات الاسرائيلية مستحيلة، ولا يمكن الوفاء بها ولا ارضاء اسرائيل، لكن هناك مسألة بدأت تؤرقنا وهي تعدد مراكز القرار على الساحة الفلسطينية، اذ أصبح هناك فهم خاطئ للوحدة الوطنية وحقوق النضال، أي ان الجميع يفعل ما يشاء. وهذا يخرب على الجميع ويتسبب بردود فعل قاسية على الشعب الفلسطيني". وأكد ان "الفتنة الداخلية تؤدي الى تقديم كل ما يريده شارون". وعن المفاوضات الأمنية الفلسطينية - الاسرائيلية قال: "انها وصلت الى نقطة الصفر"، مشيراً الى ان "لا مانع لدى السلطة من اجراء مزيد من اللقاءات شرط ان تكون في سياق متوازن بين المعالجة الأمنية والمعالجة السياسية"، مشيراً الى ان "الموقف الأميركي غير مفهوم". الى ذلك دعا نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس، عشية مغادرته الى موسكو، الاتحاد الأوروبي الى "الاسهام في نزع فتيل الوضع المتفجر في منطقة الشرق الأوسط"، مشيراً في حديث الى وكالة "نوفوستي" الى ان "كل ما يطلبه لبنان والعرب هو تطبيق قرارات الشرعية الدولية والعودة الى مرجعية مدريد التي كانت موسكو أحد راعييها، لأن ذلك يشكل المنطق المقبول للعودة الى طاولة المفاوضات".