طوكيو - أ ف ب - في الحادي عشر من آذار (مارس) 2011، شهدت اليابان إحدى أسوأ الكوارث في تاريخها، بعدما ضربها زلزال وتسونامي مدمران... ودفعت هذه المأساة مصممي القصص المصورة في العالم إلى التضامن وتوجيه تحية إلى بلاد المانغا في كتاب بعنوان «مانييتود 9». كان كاتب سيناريو القصص المصورة الفرنسي جان-دافيد مورفان في طوكيو عندما اهتزت الأرض فجأة، وتابع المعلومات الأولى عن الحادث على شاشة عملاقة في الشارع. يقول الكاتب الذي يؤلف نصوصاً لرسامي القصص المصورة الفرنسية واليابانية: «لم أفهم كل شيء ولكنني فهمت أن ما يحصل خطر جداً». ويتساءل مورفان الذي أحزنته هذه المأساة، شأنه في ذلك شأن الكثير من الفنانين في اليابان، عما يمكنه فعله لئلا يشعر بأنه عديم الفائدة، لذلك أطلق نداء للرسم على الانترنت لنشر كتاب يهدى إلى الشعب الياباني المنكوب. ويقول: «بعثت برسالة حول هذا الموضوع في 13 آذار (مارس) الماضي، وصلت إلى كل المواقع الفرنسية الكبرى المتخصصة في القصص المصورة، وتلقينا بسرعة مساهمات كثيرة، ثم انضمت مشاريع أخرى مشابهة إلى مشروعي وصدر الكتاب هذا الصيف». ويوضح: «أردنا ابتكارات مميزة لها علاقة بالمأساة. ونشرنا على الانترنت حوالى 2700 رسم من تصميم فنانين أجانب على إلمام باليابان، وأعمال ورسامين لم يزوروا اليابان يوماً». وقد اعتُمد عِشر هذه الصور تقريباً لإنتاج كتاب «مانييتود 9... دي زيماج بور لو جابون» (زلزال بقوة 9... صور من اجل اليابان) الذي يضم صوراً عن حجم الكارثة وحزن شعب وسكونه وآماله في وقت الشدة، بالاضافة إلى كلمات تشجيعية. ويقول مورفان: «يشهد الكتاب على تمسكنا بهذا البلد الذي نستلهم منه كثيراً ونحبه بفضل ثقافته الشعبية». ونُظم أيضاً مزاد علني في باريس ضم 48 عملاًَ فنياً وأتاح جمع أكثر من 30 ألف يورو قدمت إلى الصليب الأحمر الدولي. ويوضح مصمم قصص يابانية مصورة بينما يتصفح الكتاب الصادر حديثاً: «شهادة التضامن هذه، مهمة بالنسبة إلينا». ويضيف أن «على رغم نوعيتها البيانية العالية، فإن هذه الرسوم ليست كلها مفرحة بالنسبة إلى اليابانيين». ويبرر فيليب بوشيه هذا الأمر بقوله: «إنه موضوع يصعب تجسيده بالرسم»، لا سيما بالنسبة إلى من لا يعرف اليابان. ويتابع: «عشت خمس سنوات تقريباً في طوكيو وغادرتها قبيل وقوع الزلزال ولذلك شعرت بأنني معني بما حدث. شكل ذلك صدمة كبيرة لي تركتني حائراً. ولكنني فضلت أخيراً أن أعبّر عن إعادة البناء وجهود المساعدة بالرسم بدلاً من التعبير عن الأسف». أما الرسام الياباني كاتسويا تيرادا الذي بيعت إحدى لوحاته في مزاد فيقول: «في البداية، عجزت عن التعبير من خلال الرسم عن الألم والمشاعر التي انتابتني بسبب هذه الكارثة». ويلفت إلى أن «كاتسوهيرو أوتومو المتحدر من إحدى المناطق الأكثر تأثراً بالكارثة وناوكي أوراساوا وغيرهما من كبار مصممي القصص المصورة اليابانية، احتشدوا أيضاً لزيارة المناطق المنكوبة وتنظيم أعمال خيرية ومساعدة الضحايا». ويضيف: «ذهابي إلى هناك ومشاهدة ما حصل أساسي بالنسبة إلي. ينبغي ألا ننسى الوضع الذي لا يزال متأزماً هناك، بل يجب الاستمرار في تقديم المساعدة أو ببساطة زيارة المنطقة لدعم الاقتصاد المحلي».