تتوجه بعثة المنتخب المصري لكرة القدم اليوم الى باماكو، عبر باريس، للمشاركة في نهائيات كأس الامم الافريقية الثالثة والعشرين، ويخوض "الفراعنة" مباراتهم الاولى ضمن منافسات المجموعة الرابعة امام السنغال مساء الاحد المقبل على ملعب موديبو كيتا. الطموحات لدى المسؤولين واللاعبين والجماهير في مصر كبيرة لاستعادة الكأس التي احرزتها اربع مرات، رقم قياسي، كانت الاخيرة في بوركينا فاسو عام 1998... لكن الامكانات الحالية للمنتخب لا تؤهله عملياً للفوز بها أو المنافسة عليها، والنتائج المتواضعة التي تحققت قبل السفر خير دليل هزيمتان من جنوب افريقيا صفر-1 في جوهانسبورغ ومن مالي 1-2 في الاسماعيلية، وتعادلان 2-2 مع قطر في الدوحة وبالنتيجة ذاتها مع بوركينا فاسو في القاهرة، وفوز وحيد على غانا 2-صفر. وما يزيد في الطين بلة الغياب الدائم للنجوم المصريين الاساسيين عن المباريات الرسمية مع انديتهم الاوروبية، ولم يلعب احمد صلاح حسني مع غنت البلجيكي سوى 13 دقيقة هذا الموسم... ولم يشارك ياسر رضوان ومحمد عمارة ضمن تشكيلة هانزا روستوك الالماني إلا في المباريات الثلاث الاخيرة، وبقي طارق السعيد احتياطياً دائماً في اندرلخت البلجيكي. وتعرض احمد حسام، احسن لاعبي مصر في التجارب، لإصابة عنيفة وايقاف طويل ابعده عن مباريات عدة لاياكس الهولندي. ويلعب هاني سعيد مع باري الايطالي في الدرجة الثانية، وانتقل احمد حسن وعبدالظاهر السقا من دينزلي سبور الى غينسلير بيرليفي في تركيا، وفقدا اسابيع عدة في عملية الانتقال. والاعجب أن المدير الفني محمود الجوهري اهدر المباريات الودية في تجربة عدد من اللاعبين الذين لن يعتمد عليهم، وابعد ابراهيم حسن واسلام الشاطر اللذين يلعبان في مركز الظهير الايمن وسافر من دون لاعب في هذا المركز، بينما ضم ثلاثة يلعبون في مركز الظهير الايسر هم محمد عمارة وطارق السيد ومحمد ابو العلا. وتمسك الجوهري بضم عدد من المصابين امثال ابراهيم وحسام حسن وحازم إمام، واضطر لابعاد ابراهيم وفقد جهود حسام مضطراً ولم يشترك حازم لاكثر من 25 دقيقة في أي مباراة وخرج باستمرار من المباريات غير قادر على إكمالها. ويمثل ابراهيم سعيد قلب دفاع مصر لغزاً كبيراً للجميع لانه لاعب قوي وموهوب ويمكنه أداء مباريات ممتازة في حال التزامه الفني والسلوكي كما فعل أمام الترجي التونسي في نصف نهائي دوري ابطال افريقيا الشهر قبل الماضي، لكنه يقع في اخطاء عدة بسبب عدم الالتزام مثلما تكرر في مباريات قطروغانا وبوركينا فاسو. الجمهور المصري العاشق لكرة القدم حتى الثمالة يتمنى ان تكون تلك المشاكل والعقبات حافزاً للاعبين لمزيد من الاجادة مثلما حدث قبل نهائيات 1998، ويعتمد المصريون هذه المرة على المهارات الفردية الخاصة للاعبين والذكاء الفطري لتعويض نقص اللياقة أو الانضباط الغائب.