} أمرت الحكومة الأفغانية الموقتة رجال الميليشيات ومعظمهم من مقاتلي تحالف الشمال بالانسحاب من كابول او تسليم اسلحتهم الى الشرطة وقوى الامن، فيما حذر وفد للكونغرس زار المدينة من حال رعب تسود اوساط السكان بسبب تزايد الجرائم. واكد ناطق باسم الاممالمتحدة ان عمليات نهب يومية على الطريق بين قندهار وهيرات تعطل أعمال الإغاثة الإنسانية. كابول، إسلام آباد - رويترز - أعلن وزير الداخلية الافغاني يونس قانوني امس، ان الحكومة الموقتة طلبت من كل الميليشيات المسلحة، ما عدا الشرطة وقوات الامن، مغادرة العاصمة كابول. وجاء ذلك في وقت بدأت الحكومة الموقتة التي عينت خلال اجتماع للفصائل الافغانية رعته الاممالمتحدة في بون، تطبيق خطة لجمع السلاح من المدينة التي عصفت بها حروب استمرت 23 عاماً. وقال قانوني: "قررت الحكومة تطبيق اتفاق الامن بحسب اتفاق بون. ولن يسمح لكل من يحمل سلاحاً او ذخيرة بالسير في الشوارع". واضاف: "امرنا كل المسلحين باستثناء رجال الامن والشرطة بمغادرة المدينة والتوجه الى قواعدهم القديمة"، مشيراً الى معقل تحالف الشمال الذي هزم حركة "طالبان" بعد حملة قصف اميركية مكثفة ضد الحركة. وكان الآلاف من قوات التحالف المدججة بالسلاح والتي تفتقر الى النظام، تدفقت على العاصمة الافغانية كابول منذ فرار "طالبان" من المدينة في 13 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وقال قانوني ان على قادة تحالف الشمال اخلاء المنازل التي سيطروا عليها في كابول، الا اذا كان مالكوها غير موجودين. الى ذلك، اعتبر وفد الكونغرس الاميركي الذي عاد الى إسلام آباد بعد زيارة لكابول اول من امس، ان الشعب الافغاني يعيش في حال خوف دائمة، فيما يشكل موضوع تعزيز الامن في هذا البلد الذي مزقته الحرب الشغل الشاغل للحكومة الموقتة. وقال عضو الكونغرس الجمهوري فرانك وولف في مؤتمر صحافي في العاصمة الباكستانية امس: "لا يزال الناس يعيشون في رعب، فالجريمة تتزايد في كابول والمناطق المجاورة. ولا بد من ايلاء موضوع الامن البحث الكافي لأن الشعب الافغاني بمن فيه سكان كابول حيث القوات الدولية، لا يشعر بالامان". وكان الوفد الذي ضم ثلاثة اعضاء، قام بزيارة دامت يومين لافغانستان والتقى رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي ووزراء آخرين. وقال احد اعضاء الوفد وهو الديموقراطي توني هال ان كارزاي شدد على اهمية الامن واعتبر ان "امن الشعب واستقراره في مقدم الاولويات. وهذا يعني انه يجب تدريب رجال الامن وتأمين الرواتب لهم". واضاف ان افغانستان "مكان خطر للغاية وغير آمن". وقال العضو الثالث في الوفد وهو الجمهوري جو بيتس انه صعق بمدى سعادة الشعب الافغاني بعد تخلصه من حكومته السابقة، وقال "انهم ممتنون لتحررهم من حكم الارهاب". وفي اسلام اباد، اكد ناطق باسم الاممالمتحدة ان هناك عمليات نهب يومية على الطريق بين قندهار جنوب شرقي وهيرات غرب واحياناً جرائم، وبات كل عمل انساني الآن مستحيلاً. وقال هينار كي آر هولتيت الناطق باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية: "نعرف ان عناصر طالبان المدعومين من عناصر القاعدة لا يزالون ناشطين جداً في هذه المنطقة ويشكلون عنصر تهديد فيها". وأضاف ان "عمليات نهب وفديات سجلت ايضاً على هذا المحور حيث انه من غير المستبعد ان تكون عصابات مسلحة تنشط ايضاً".