اعلن البيت الابيض امس ان طائرة تموين اميركية من طراز "كي سي - 130" تحطمت في باكستان. وقال الناطق آري فلايشر ان وزارة الدفاع بدأت تحقيقاً في الحادث بعدما ابلغ الرئيس جورج بوش به. وقال ناطق باسم البنتاغون انه لا يعرف شيئاً عمن كان كان على متن الطائرة أو ظروف الحادث. ودار جدل امس بين كابول وسلطات جنوب البلاد التي أصدرت عفواً عن وزراء من "طالبان" استسلموا لحاكم قندهار غول آغا، الامر الذي اعتبرته الحكومة الافغانية الموقتة غير مقبول. جاء ذلك في وقت طلبت الحكومة من الميليشيات المسلحة التي تنتمي الى تحالف الشمال ان تغادر المدينة او تلقي سلاحها في مهلة ثلاثة ايام، فيما دعا أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي زاروا أفغانستان الى بقاء رئيس الحكومة حميد كارزاي في منصبه، مشيدين بنزاهته في وقت تستعد البلاد لتلقي مساعدات دولية. وافادت تقارير واردة الى باكستان أن القيادة البريطانية للقوة المتعددة الجنسيات، طالبت الوحدات الأفغانية بالبقاء في ثكناتها خارج كابول وعدم التحرك الا بأمر من كارزاي، وذلك للإفساح في المجال امام الانتشار الدولي. واعلنت لندن امس اللائحة النهائية للدول ال17 التي ستشارك في القوة الدولية، على ان تكون بريطانيا المشارك الاكبر في القوة عبر 1800 رجل. اما الدول الاخرى المشاركة فهي فرنسا والمانيا وايطاليا وهولندا والنمسا وبلجيكا والدنمارك وفنلندا واليونان ونيوزيلندا والنروج والبرتغال ورومانيا واسبانيا والسويد وتركيا. وقررت الاخيرة المشاركة ب261 جندياً، فيما لم تتضح مساهمات الدول الاخرى. وفي وقت لم تكشف أسماء المسؤولين "المهمين" في تنظيم "القاعدة" اللذين تقول الولاياتالمتحدة أنهما اعتقلا في أفغانستان، كشفت مصادر أفغانية مطلعة ل"الحياة" أمس أن المسؤولين ربما لا يزالان في قبضة بعض القبائل الأفغانية في منطقة خوست شرق أفغانستان، نافية علمها بأسميهما. وزراء "طالبان" وأكدت الحكومة الافغانية الموقتة ان سبعة من كبار المسؤولين في "طالبان" سلموا أنفسهم الى حاكم قندهار حاجي غول آغا أول من أمس بينهم وزراء سابقون أفرج عنهم ثم "وضعوا في الاقامة الجبرية في بيوتهم". وفيما أثار هذا الموقف تساؤلات لدى الاميركيين، ذكرت مصادر مطلعة ان الافراج عن مسؤولي "طالبان" يثير إحراجاً بالنسبة الى الحكومة الموقتة أمام الولاياتالمتحدة التي تطالب بتسلمهم. وقال مسؤول في وزارة الداخلية في الحكومة الموقتة ان افراج السلطات المحلية في قندهار جنوب شرقي عن وزراء سابقين في حكومة "طالبان" هو امر "غير مقبول بالنسبة الى الشعب الافغاني". وقال رئيس قسم القانون والنظام في الوزارة دين محمد جورات انه اذا قام وزراء باقتراف جرائم او خانوا شعبهم، "يجب ان يسجنوا ثم يحاكموا". واوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة الافغانية عمر صمد "وجود تفاهم وليس اتفاق بينها وبين والولاياتالمتحدة بشأن تسليم المتهمين بالضلوع في عمليات الارهاب الدولي". وذكر ان كلاً من "وزير العدل في حكومة "طالبان" نورالدين ترابي ومسؤول الامن في محافظة هيرات غرب افغانستان الملا عبد الحق كانا ضمن مجموعة السبعة الذين ألقوا سلاحهم وسلموا سياراتهم وأمتعة أخرى" الى محافظ قندهار حاجي غول آغا. وتحفظ الناطق الافغاني عن كشف اسماء بقية المجموعة التي علم انها تضم وزراء الدفاع في حكومة "طالبان" الملا عبيدالله والصناعة والمناجم الملا سعد الدين والاعلام عبد الحي مطمئن والعدل الملا ترابي. وأكد الناطق الأفغاني أن محافظ قندهار أفرج عن المسؤولين السبعة ووضعهم قيد الاقامة الجبرية في بيوتهم. وأكد صمد ان الادارة الانتقالية تحقق في كل حالة، وان المتهمين في الضلوع "بتديبر وتنفيذ الجرائم في حق الشعب الأفغاني وارتكاب العمليات الارهابية وايواء ودعم أعضاء شبكة بن لادن سيخضعون للتحقيق". ويمثل هذا التطور عنصراً ضاغطاً على حكومة حميد كارزاي لأن تسليمها أعضاء حكومة طالبان للولايات المتحدة قد يضاعف من حدة التوتر في جنوب البلاد ويحد من اتجاه مقاتلي "طالبان" نحو تسليم انفسهم. وعلى الصعيد الديبلوماسي، وصف الناطق الافغاني الزيارة الخاطفة التي قام بها وزير الدفاع في الحكومة الموقتة الجنرال قسيم فهيم الى الامارات بأنها "ناجحة وتمكنت من فتح فصل جديد من العلاقات مع الامارات التي طوت صفحة الماضي". وينتظر وصول وفد ديبلوماسي باكستاني اليوم الى كابول للبحث مع المسؤولين في وزارة الخارجية الأفغانية في امكان اعادة فتح السفارة الباكستانية في كابول.