عاودت تركيا فتح سفارتها في كابول وقنصليتها في مزار الشريف، وأوكلت العمل الديبلوماسي فيهما إلى مبعوثيها لدى باكستان. وتستعد الخارجية التركية لارسال وفد كبير لتعزيز الوجود السياسي لأنقرة في أفغانستانوباكستان، بالإضافة إلى ارسال مساعدات إنسانية وطبية إلى أفغانستان، فيما أكد وزير الخارجية اسماعيل جم استعداد أنقرة لتولي قيادة قوى سلام إسلامية في هذا البلد. وعقد مجلس الوزراء التركي اجتماعاً مطولاً توصل إلى اقتراحات ستعرض على الولاياتالمتحدة، أهمها تولي تشكيل قوة إسلامية لحفظ السلام في أفغانستان وقيادتها، على أن تضم قوات تركية وأردنية وماليزية. ولا تحبذ أنقرة زيادة عدد الجنسيات المشاركة في هذه القوة التي تريد لها دعماً لوجستياً من حلف الأطلسي، وأن تكون مستعدة لخوض معارك محدودة مع فلول قوات "طالبان". وقررت أنقرة إعداد 1500 جندي للمشاركة في تلك القوة كحد أدنى، مع احتمال زيادة العدد، بدلاً من ارسال قوات خاصة انتهت الحاجة إليها بعد دخول "تحالف الشمال" الأفغاني كابول. وأشار رئيس الوزراء بولنت أجاويد في حديث أمام نواب حزبه، إلى أن انهيار قوات "طالبان" نفسياً يعود إلى وصول نبأ عزم تركيا على المشاركة في التحالف ضد الإرهاب! وزاد ان "الأفغان يعرفون أن لا أحد يستطيع الوقوف أمام قوة تركيا، أقوى بلد إسلامي وأكثر الدول الإسلامية تحضراً ومدنية"! وفي إشارة إلى رغبة أنقرة في طرح النموذج العلماني التركي بديلاً من الفراغ السياسي في أفغانستان، يحول دون عودة المتطرفين إلى الحكم، قال أجاويد: "تركيا أثبتت للعالم أن الإسلام والعلمانية يمكنهما أن يتعايشا". أما الوزير اسماعيل جم، فأكد ضرورة "احلال السلام في أفغانستان والعمل لحفظ الاستقرار فيها من أجل حل مشكلة هويتها السياسية".